في مثل هذا اليوم من عام 1954، اعترف السوفييت بالحكومة البولندية المؤقتة الموالية لهم... في عشية هجوم كبير على بولندا، يقرر الاتحاد السوفييتي الاعتراف بلجنة لوبلين الموالية لهم كحكومة مؤقتة لبولندا بدلا عن الحكومة البولندية في المنفى التي كانت تعمل انطلاقا من لندن. ففي أول سبتمبر 1939، اكتسح جيش ألماني كبير بولندا، بعد 16 يوما، غزا الاتحادالسوفييتي بولندا من جهة الشرق، خلال هذه الفترة المتوترة، أصبح الجنرال فلاديسلو سيكورسكي رئيساً لحكومة بولندية في المنفي تعمل من العاصمة البريطانية لندن، وقد تمكن سيكورسكي من تطوير علاقات جيدة مع الحلفاء حتى ابريل 1943. وفي حين قام الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين بقطع العلاقات الديبلوماسية السوفييتية-البولندية بعد دعوة سيكورسكي للصليب الأحمر للتحقيق في قتل السوفييت لضباط بولنديين في غابة كاتين شرقي بولندا في عام 1942. مع تطور الحرب، واجه السوفييت الألمان في بولندا الغربية، وبدأت الحكومة البولندية في المنفى تخشى من احتمال فرض هيمنة سوفييتية في حال نجاح السوفييت في هزيمة ألمانيا وانتزاع السيطرة على بولندا، وناشد ستانيسلو ميكولاجيزيك، خليفة سيكورسكي في رئاسة الحكومة المؤقتة، الحلفاء لضمان حدود وسيادة بولندا ما بعد الحرب، غير أنه لم يحصل على ضمانات منهم، وفي أغسطس 1944، يتقدم الجيش الوطني البولندي، خوفاً من السوفييت، نحو العاصمة وارسو لمواجهة الألمان والتشبث بها، وقيادة انتفاضة ضد المحتلين الألمان، وقد أمل جنود الجيش في أنهم إذا تمكنوا من هزيمة الألمان فإن الحلفاء سيساعدون في إقامة حكومة معادية للشيوعية في المنفى بعد الحرب. ومع استئصال المقاومة البولندية، وتوقعاً لهجوم كاسح أخير ضد الألمان، يقوم الاتحاد السوفييتي بتشكيل حكومة بولندية مؤقتة موالية لمواجهة الحكومة المعادية للسوفييت القائمة في المنفى، وفي مؤتمر يالطا في فبراير 1945، وافق الحلفاء على قيام حكومة انتقالية يتم تشكيلها من كلتا الحكومتين، الموالية والمعادية للسوفييت، تتبعها انتخابات حرة، وكانت لدى السوفييت خطط أخرى، ومن ثم، وبسرعة قاموا بإحالة بولندا المجهدة والمحطمة بسبب الحرب إلى بلد غير ديمقراطي يدور في فلكهم، وظل الأمر على ذلك الحال حتى عام 1989.