ما الأهمية التي يمثلها الجلد بالنسبة للإنسان، وكيف يمكن العناية بالجلد على أفضل وجه، وهل يوجد عمر معين ينبغي معه ضرورة مراجعة طبيب الأمراض الجلدية؟ هذه الأسئلة وغيرها نتعرف عليها خلال هذا اللقاء الذي أجريناه مع الدكتور عبدالعزيز النوشان استشاري طب وجراحة أمراض الجلد الذي يؤكد في البداية أن الجلد من أكثر أعضاء الجسم وضوحاً وفي الوقت ذاته من أعقدها من حيث تفاعله مع أعضاء الجسم الأخرى. أما الوظيفة الرئيسية للجلد فهي حماية الأعضاء الداخلية من العوامل الخارجية كالأمراض والعدوى وعوامل الجو والبيئة كالشمس والرياح والأمطار. ويلعب الجلد دوراً كبيرا في مظهر الشخص، حيث إن الاعتناء به يجعلك تبدو في مظهر حيوي ونشيط وصحي أيضاً. * ما العوامل التي قد تعوق قيام الجلد بوظائفه؟ أحيانا يتعرض الجلد لعوامل مضرة جداً، مثل البكتريا والفيروسات، وإلى عوامل أخرى قد تؤدي إلى الحساسية وغيرها، حيث يتعرض الجسم لهذه المخاطر في مقابل حماية الجسم من هذه الأعراض ومساعدته في المحافظة على درجة حرارة طبيعية، فالجلد يفرز العرق بعد التمارين الرياضية، ويقوم بعمله هذا رغم تعرضه اليومي لجميع عوامل البيئة مثل الشمس والرياح والحرارة وغيرها، وجميع هذه العوامل تلحق الضرر بالجلد وتحد من فعالية حمايته. * هل تؤثر الحالة الصحية للجسم على الجلد والعكس؟ - الحقيقة أن الجلد يعكس صحة الإنسان، فعندما تكون صحته جيدة يتوهج الجلد ويظهر بحالة ممتازة، وعندما يكون الطعام غير صحي أو أن المرء يخضع لضغوط نفسية فإن الجلد يعكس هذه الآثار. ولأن الجلد يتفاعل مع أعضاء الجسم الأخرى، فإنه قد يعطي التحذير على وجود أي مشاكل صحية أخرى في الجسم. * ما النصائح والخطوات التي يمكن بها الاعتناء بالجلد وحمايته؟ - بالنسبة لأصحاب الجلد العادي أو الجاف فإننا ننصحهم باستخدام كريمات الترطيب الناعمة وعدم استخدام المواد أو المنظفات التي تؤدي للجفاف. ويمكن حماية الجلد من التعرض لأشعة الشمس وتجنب حدوث حالات سرطان الجلد بوضع كريمات الحماية من أشعة الشمس، ولبس الملابس التي تحمي منها وتجنب التشمس الزائد. ويفضل ارتداء القفازات عند غسل الأطباق والتنظيف وعند استعمال المواد الكيميائية أو العناية بحديقة منزلك أو أي عمل آخر قد يؤثر على اليدين. وتعتمد العناية بالجلد أيضا على مساعدة أخصائي الجلدية والمتخصصين في العناية بالجلد، حتى يمكن معالجة الأمراض التي قد يتعرض لها الجلد. * إذاً ما الدور الذي يقوم به أطباء الأمراض الجلدية للعناية بالجلد؟ - يمكن لأطباء الأمراض الجلدية العناية بالجلد عن طريق الخطوات التالية: - التشخيص: يستطيع أطباء الأمراض الجلدية تشخيص الأمراض الجلدية بسرعة وفعالية وملاحظة أي تغيير في أعراض الجلد وفحص الجلد. ويقومون بإعطاء الخيارات المتاحة للعلاج. فإذا كان لديك أي عوارض مرضية في الجلد فيجب مراجعة طبيب الأمراض الجلدية بالسرعة الممكنة. - الوقاية: يقوم أطباء الجلدية بالمساعدة في الحماية من أي مخاطر قد تحدث للجلد وذلك عن طريق البرامج التشخيصية وتعليم كيفية فحص الجلد بانتظام لمحاولة تجنب الأمراض التي تصيب الجلد. - الإجراءات التجميلية: يستطيع أطباء الجلدية تحسين مظهر الجلد المتضرر الناتج عن التقدم في العمر، أو أشعة الشمس، أو الأمراض. وذلك عن طريق إجراء التقشير الكيميائي بأنواعه، أو شفط الدهون، أو إزالة وشد الجلد المترهل وعلاج اختلاف لون الجلد وإزالة الشعيرات الدموية غير المرغوبة. * هل هناك عمر معين ينبغي خلاله مراجعة طبيب الجلدية؟ - لا.. حيث يقوم أطباء الأمراض الجلدية بعلاج جميع الأشخاص في مختلف الأعمار، لأن الأمراض الجلدية تصيب الجميع بداية من حديثي الولادة إلى كبار السن، وينصح دائماً بمراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض للأمراض الجلدية لأن الجميع تقريباً قد يتعرضون لأحد أنواع الأمراض الجلدية. وقد يتعرض الجهاز المناعي للجلد للضعف والمرض مع تقدم العمر، والطبيب هو الذي يستطيع تقديم المساعدة في هذه الحالات. * ما أهم الأمراض الجلدية الشائعة التي يعالجها أخصائي الجلدية؟ - يقوم أخصائيو الجلدية بعلاج الحالات المرضية المتعلقة بالجلد، والشعر، والأظافر وغيرها، ومن هذه الأمراض: - حبّ الشباب: يقصد به جذور الشعر المسدودة، والتي تؤدي إلى ظهور البثور، وتظهر هذه الحالة لدى معظم المراهقين، فضلا عن البالغين في بعض الأحيان. وهو من أكثر الأمراض الجلدية القابلة للعلاج، وحالياً يؤدي العلاج الصحيح إلى تجنب آثار حب الشباب وندباته وتقليل التعرض لها. - الداء الفطري عند الرياضيين: تظهر عدوى فطرية لدى الرياضيين في أقدامهم يساعد على ظهورها التعرق بالقدمين والجرابات الضيقة والأحذية. - «عقبولة الشفة» Cold Sores: تنتج عن فيروسات الهربس البسيط وتظهر بنوعين: الأول حول الفم والأنف والثاني على الأرداف والأعضاء التناسيلة. - تساقط الشعر: يتساقط شعر الإنسان لأسباب عديدة أهمها الصلع الوراثي. وبسبب تقدم الطب أصبح بالإمكان معالجة هذه المشاكل عند بعض الأشخاص باستخدام طريقة زرع الشعر، والتي تعتمد على زرع بصيلات الشعر في مناطق الصلع المأخوذة من نفس الشعر. - الارتكاريا «الشري»: عبارة عن طفح وردي اللون منتفخ على شكل مجموعات يظهر في بعض مناطق الجلد وتدوم لساعات قليلة قبل زوالها ولا تترك أي أثر. وعادة ما ينتج عن ذلك الحكة أو الشعور بألم أو حرقة. ومن بين أسبابها الحساسية تجاه نوع معين من الطعام أو الأدوية أو أية مواد أخرى. - مشاكل الأظافر: قد تدل مشاكل الأظافر على وجود مشكلة صحية مما يتطلب مراجعة أخصائي الأمراض الجلدية في حالة وجود أظافر سميكة، أو قاسية، أو مؤلمة، وعند ملاحظة وجود بقع بيضاء أو خطوط حمراء على الأظافر. - الصدفية: وهي عبارة عن مرض جلدي مزمن، حيث يقوم الجلد بالاحمرار، وظهور طبقة سميكة فضية اللون على رقع سميكة. وغالباً ما تصيب الصدفية فروة الرأس، مرفق اليدين، الركبة والجزء الأسفل من الظهر. - الإكزيما الجلدية: تحدث الالتهابات المؤلمة التي يصاحبها حكة شديدة لأسباب عديدة منها الحساسية تجاه مادة معينة، أو التعرض للحرارة، أو ملامسة مواد تهيج الجلد وغيرها. وإكزيما اليدين من أكثرها شيوعا، وتبدأ بوجود جفاف على اليدين تتطور لاحقاً إلى التهابات. - الثآليل: يسببها أنواع خاصة من الفيروسات تدعى HPV، ويوجد أربعة أنواع شائعة منها، وعادة ما يكون الثؤلول قاسياً ومن نفس لون الجلد. * ما الذي علي أن أتوقعه عند زيارتي لطبيب الأمراض الجلدية؟ - في البداية يسألك عن تاريخك المرضي والعائلي فقد يكون لذلك علاقة ما بالمرض الجلدي الذي تشكو منه، ومن ثَمّ عمل الاختبارات والفحوص إذا دعت الحاجة لذلك، بالإضافة إلى شرح الحالة التي تعاني منها وطرق العلاج والوقاية. وإذا وجد أخصائي الجلدية أنك بحاجة لدواء معين، فسوف يصف الدواء المناسب لك من حبوب أو كريمات أو غيرها. مع التذكير بأن أطباء الجلدية يبتكرون دائماً طرقاً جديدة لعلاج الأمراض الجلدية للوصول إلى النتيجة المرجوة لعلاج المرضى.