يا موطنَ المجدِ أنتَ الذُّخْرُ والأَمَلُ يَهْفُو لك القلبُ بلْ ترنُو لك المقلُ سَلِ الهوى عن بُخُور الودِّ مُشرعة وهل لها في سُوَيْدا القلب مدّخل؟ سَلِ الجَوى عن معاني الوجْدِ صادقة هل النَّوَى عند أهل الوجد محتمَلُ؟ يا مَوْئِلَ النُّورِ فيك الوحي رَدَّدَهُ على ضفافِ الهدى أجدادُنا الأُوَلُ يا قبلةَ الكونِ يا مَأوى النفوس ويا مَنْ أورقتْ مِن على حصبائهِ المُثُلُ يا قلعةَ الدينِ يا رمزَ العقيدةِ في عوالمٍ في دُجَى الإلحادِ تعتملُ وكَلّما ضلّ أهلُ الأرضِ وانطفأتْ معالمُ الحقِّ أو حادت بهِ السُبُلُ أسرجتَ خيلَ الهدى في الكونِ فاتّأَدَتْ قوافلُ النور لا ريثٌ ولا عَجَلُ وفي رُبا مكةَ الغَرَّاءِ ملحمةٌ قُدْسيةُ المحتوى قد صاغها الأزلُ قد نفّل الله أرض الوحي مكرمةً حكمَ الشريعةِ نعمَ النّفْلُ والنّفَلُ واختار ربُّ الورى عبدَ العزيز لها فجاءها المُجْتبى تحدو به الإبلُ فوحّد الله بالتوحيد دولتَهُ وعُوفيتْ بعدما استشرتْ بها العِللُ سَلِ العوالي سلِ الهنديَّ ما فعلتْ كتائبُ الحق لمّا قادها البطلُ مِنَ التواريخِ ما خطّتْهُ مِحبرةٌ وخطَّ تاريخَه الخَطّيُّ والأسَلُ ما مات من مات قد أحيا الإلهُ بهِ شعائرَ الدين مهما دالتِ الدُّوَلُ ها نحن في دوحة الإيمان تغمرنا سحائِبُ الأمنِ لا خوفٌ ولا وجَلُ لا نرتضي غير وحي الله أنظمةً أيُبتغي بعد شرعِ المصطفى بَدَلُ؟! حضارةٌ أُسُّها الإيمانُ خالدةٌ تبقى وليس لها عَن أهلها حِوَلُ ما ضرّها ناعقٌ في الغرب يحسدها كلاّ ولمْ تثنِهَا عنْ نهجِها الحِيَلُ (كناطحٍ صخرةً يوماً ليُوهِنَها فلمْ يُضِرهْا وأوهى قرنَه الوعِلُ) قل ما بدالك فالأسماعُ مصمتةٌ وما زعمتَ من الإصلاح فالدّغَلُ لو أنّكم في سفين الحقِّ ما برقتْ راياتُكم فوق أرضٍ كلُّها زلَلُ شُلّتْ يدُ الغدر ما نالت بنا وطراً نفنى وليس يُرى في صفِّنا خلَلُ قد اعتصمنا بحبل اللهِ ما أذِنَتْ أسماعُنا لدعِيّ قولُه خطلُ فَسِرْ بنا خادمَ البيتين وارمِ بنا مَنْ شئتَ لا خاملٌ فينا ولا نَكِلُ سُقيتِ يا معقل التوحيد غاديةً من النمير وأمسى فوقكِ الزَّجِلُ سما بكِ الشعرُ لم تسميْ بهِ أبداً ولفظكِ العذبُ قد تاهت به الجُمَلُ