بكى الورد أريجه ، وتصعدت أنفاس السنابل تبث نشيج فراق شاعر الشيح والبعيثران ، واتزرت فيفا بالضباب واعتجرت بالسحاب الثقال تسح ماء عيونها حزناً على علم من أعلام الشعر والنثر ، وألماً على مصاب جلل زلزل مشاعر الجميع ، فالفقيد المرحوم "بإذن الله" فريد عصر ، ووحيد مصر ، باذخ في الإدارة حد السمو ، بارع في العمل درجة الإبداع ، جهبذ في اللغة يلامس الإمتاع ، يسامر النجوم ، ويطارح الغيوم معزوفات الجمال لا ريث ولا عجل ، يداني البدر ، يحتكر المشهد إن حضر فاض البحر على شط الزنابق نسائم العذوبة تهفهف جدائل الطيف ، وتوغل مع صبايا الفكر صباً يسر به الناظرون ، ويتناقله الحاضرون سيرورة توازي قامة فيفا المضمخة بأطياف الأصالة، والمتوجة بالشموخ. لفيفا البشر ، الطير ، الحجر ، الشجر ، والمدر ، ولكل أنثى ولكل ذكر ممن ينتسب لهذا الجبل العزيز ، أسوق قوافل الأسى والحزن فأعزيهم ونفسي وكل من للفقيد في حياته أثر يضيق عن سرده السطر ويعى عن الوفاء به المبتدأ والخبر ، وأقول متأخراً : تغمد الله الفقيد بشآبيب رحمته ، وأحسن الله عزاءكم وآجركم في مصابكم و( إنا لله وإنا إليه راجعون ) : وأُردف قائلاً : يامن لفيفا؟! الشعر ذا والنثر يحتضر=والنور من الأ حزان ينكسرُ يا من لفيفا والخيال دجى=والورد عن الألوان يعتذرُ؟ يا شادي الحب العظيم لنا=كم قلت من لحن به سمروا؟ يجثوا هنا قول بكى فَرَقَاً=يا أيها الباكي خبا القمرُ جد بالدموع الشاكيات على=هول أتى شيخاً زها الأثرُ يبني العُلا في ما مضى وطراً=فيفا على أنواره حضروا طيب الشذا من فعله وطنٌ=عشنا بخيرٍ منه ينهمرُ أعطى وما مل العطاء ولا=يوماً شكى حتى دنا القدرُ رحماك ياربي بعبدك إن=لاح الفراق الحق أو ذكروا كم قد سعى من أجلنا عملاً=منه روانا العِزُّ والظَفَرُ فيفاءنا طوبى لكي وشلاً=يروي عزاءً ربعك المطرُ من مالك الحب الكبير أتى=حالي سفين شده الخَفَرُ أمواج حزني هيَّ تقذفني=قد هالني أمرٌ كبا الخبرُ في جنة المأوى فقيدكمو=نلقاه يوم الحشر لاغِيَرُ مثواه في الفردوس يا أملي=يحيا به قد عاش يزدجرُ أحببته في درسه أبداً=في علمه في حلمه دررُ أنعم به من شاعر ألِقٍ= ذاع البيان الثَّرُ يشتهرُ قولي وداعٌ جائرٌ حسنُ=روحٌ مضت والحزن يستعرُ أمر العزيز الخالق القدرُ=حمداً له أعطى ولا يذرُ حتى النبي المجتبى ولهي=قد بان من دارً لنا عِبَرُ لله فيما أحكم الحكمُ=تأتي غداً من حكمه صورُ فيفا سنا أنوارك الزُهُرِ=دمتِ خلوداً يعزف الوترُ فلتقبلي نعياً أتى عجلاً=قد فاته وفدٌ ويعتذرُ للحب وللوفاء.. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)