قررت الولاياتالمتحدة الاحد رفع مستوى التأهب في كل انحاء البلاد إلى المستوى «المرتفع جدا» مع اقتراب احتفالات نهاية السنة خشية وقوع اعتداءات اكبر من تلك التي نفذها تنظيم القاعدة في هذا البلد في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001م. وأعلن وزير الامن الداخلي توم ريدج رفع مستوى التأهب من «الاصفر» (مرتفع) المعمول به منذ 30 ايار/مايو إلى «البرتقالي» (مرتفع جدا) لفترة غير محددة.وبرر ريدج هذا القرار موضحا ان «اجهزة الاستخبارات الأمريكية تلقت كمية متزايدة من المعلومات تشير إلى وجود تهديد». وأوضح الوزير ان «هذه المصادر الجديرة بالثقة تشير إلى احتمال وقوع هجمات على الأراضي (الأمريكية) خلال فترة الاحتفالات وبعد ذلك» مشددا على «عزم تنظيم القاعدة المتواصل على شن هجمات ضد بلادنا، قد يكون اكبر الآن من أي وقت مضى منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001م. وقال ان هذه المعلومات تظهر «اهتمام» تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن المستمر «في استخدام طائرات» لتنفيذ هجمات. وشدد على ان (هذه الهجمات) قد تكون بمستوى او حتى اكبر من تلك التي شهدناها في 11 ايلول/سبتمبر موضحاً ان مصادر جديرة بالثقة تدعم سيناريو كهذا، لكنه اكد ان الولاياتالمتحدة ليست بلدا يذعن امام الارهاب، وأمريكا ليست بلدا سيحطمه الخوف، ودعا ريدج الأمريكيين إلى عدم ادخال تعديلات على خططهم بمناسبة الاحتفالات نهاية السنة، بل توخي حذر اكبر خلال هذه الفترة. ودعا السكان إلى ابلاغ الشرطة بأي نشاطات او سيارات او طرود يعتبرونها «مشبوهة» وقال ان على الأمريكيين ان يدركوا ان مثل هذا الاعلان يترافق مع افعال، مشيرا إلى تعبئة كل الاجهزة الامنية الأمريكية في كل ارجاء البلاد. وتابع ريدج يقول عندما اقتضت الحاجة تبادلنا المعلومات مع دول اجنبية حتى تساعدنا على محاربة التهديد الارهابي رافضا ذكر اسماء هذه الدول. ومن الاجراءات الامنية التي اتخذتها السلطات اعادة نشر عناصر امنية على طول الحدود والمداخل إلى الاراضي الأمريكية. وأوضح وزير الامن الداخلي الأمريكي لقد قمنا بتحسين الامن في مطاراتنا وفي محيط البنى التحتية في قطاع النقل. وكانت محطة «اي بي سي» التلفزيونية الأمريكية اشارت الجمعة إلى وجود مؤشرات لدى الاستخبارات الأمريكية حول تهديدات ارهابية متزايدة منذ 48 ساعة تستهدف عدة مدن في الولاياتالمتحدة ولا سيما نيويورك ولوس انجليس وواشنطن. ووفق هذه المعلومات فان التهديد في نيويورك يشمل عملية انتحارية ممكنة قد تنفذها امرأة من دون ذكر اي هدف معين. وقال ريدج هذا امر يقلقنا اذا تبين انه تكتيك يستخدم في كل انحاء البلاد مشيرا إلى انه لا يملك تأكيدا من مصدر مستقل حول احتمال وقوع هذا الهجوم الانتحاري. وأشار إلى ان نيويورك والعاصمة الفدرالية واشنطن هما الهدفان الرئيسيان. وقد جددت وزارة الخارجية الأمريكية مساء الاحد مذكرة تأهب لمواجهة الارهاب الدولي صدرت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب تهديدات جديدة بهجومات يشنها تنظيم القاعدة ضد مصالح أمريكية في العالم. وفي مذكرتها التي تحمل عنوان «مذكرة تأهب عالمي»، ذكرت الخارجية الأمريكية بأننا نرى مزيدا من المؤشرات إلى ان تنظيم القاعدة يستعد لضرب مصالح أمريكية في الخارج. وقد جددت الخارجية الأمريكية مذكرتها يوم اصدر وزير الأمن الداخلي توم ريدج قرار الولاياتالمتحدة رفع مستوى التأهب لمواجهة الارهاب الداخلي مع اقتراب احتفالات آخر السنة خوفاً من وقوع اعتداءات اشد من تلك التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر 2001م.