مسكينةٌ أنتِ.. ما ذنبك وجرمك؟! فوق الحزن الذي حزنتِ تُقتلين! وبعد حرقة دموعك تُحرقين!!لا.. ليس من الوفاء أن توقف حياتك وتحرمي انه الظلم والحكم الهمجي. مسكينة أنت ما ذنبك؟سلب الموت بعلك.. خطفه فحزنت وبعدها تسحبين من قعر بيتك لتحرقي!مات زوجك.. ومنذ أن مات عرفتِ أن حياتك وعمرك بدأ ينقضي. بكيتِ تلك الليلة وفي جنح الليل أخفيتِ الخبر. جلستِ عند رأسه ورجوته: يا قلب أرجوك عاود النبض ويا يديه تحركا.. بللت دموعك جفونه الشاخصة.. وما زال الأمل يرجو نبضات قلبه المتعب!! نام.. نام قلت لهم حتى تخفي الألم، وكشف الصبح ما أخفيت والكل علم.. مات زوجها فليحرق ومعه تحرقين! بكيت .. رجوتهم.. ما ذنبي يا رجال؟! ولما أحرق؟ لم يجيبوك.. وهم لحطب يجمعون وصوت من بعيد يهتف: أشعلوا النار يا رجال.. واحرقوها لنقيم المأتم. هنا عدت إلى الوراء خطوتين.. وعلى جدار البيت العتيق استندت.. لعلك تذكرين أجمل ما جمع لك الدار أبناء.. وزوج وفي رحل. بل قلت: أين الوفاء يا بعل؟ لما رحلت.. وجعلت الأهل يحكمون بنهايتي.! ويقولون: إن النار يا زوجة حتفك!! رثيت الحياة.. مسكينة أنت ما ذنبك؟ رثيت حياتك ودعت عمرك الذي ينقضي. انحنيت وقبلة ممزوجة بدمعك على جبين طفلك وقبلة أخرى لأبنائك ثم نظرة عتاب لكل من حضر واحكم النار وجمع الحطب. رموك وأنت تتقلبين من ألم فوق ألم. مسكينة أنت ما ذنبك؟.. ماذا جنيت؟ وما جنى سوى القدر.. تركوك.. رماد يتطاير ويعمي المقل. أطفالك حولك جلسوا ينتظرون منك خبراً. أترجعين أماه؟!! أم نحزن عليك كما حزنت على البعل؟؟ طفلك الصغير يدور منادياً: أماه أريد لعبتي..أريد بعض الأكل..ما علم أن قلبك اغتيل وأشعل حوله اللهب لأن القانون يقول: «من فارقت الزوج لها النار، ومن الوفاء أن تحرقي!!».مسكينةٌ أنتِ ماااا ذنبك؟؟