عودة رجل مهزوم في الليلة عاد من منفاه أحمد طرق الباب طرقة واحدة وأخرى ثم أردف أنا خلف الباب يا أماه أنا أحمد افتحي لي الباب لا أحد ثم أطرق مرة أخرى، وأخرى، ثم أصرخ: افتحي لي الباب يا أماه، أنا أحمد أنا..... فتح الباب... كان وجها آخر صوبي تبدّى صاح في وجهي من تريد؟ أماه ما عرفتِني أنا أحمد أي أحمد ابنك العائد من منفاه ابنك أحمد ابتعد عن بابنا يا الله ابتعد عنا تنحَّى أنت إنسان قد تناسيناه يوما/ قد تماهى من حياتنا مات/ غرب لم نعد نذكر منك غير هذا الحزن/ غير هذا الجرح في أضلاعنا/ يوم أن غادرتنا كنا أما/ وبنتين/ وابنا لم يهزك دمعنا يوم توسلناك تبقى ما لنا يا بنيّ من بعدك أحد ما لنا أحد كنت أبكي أذرف الدمع المغزر أتشبث بك ما لنا أحد وأنت كأنك لا تأبه كان قلبك كالصخر المحجر يومها أنت تخليت عنا تركت البيت في تلك الليلة عاد من منفاه أحمد طرق الباب طرقة واحدة وأخرى ثم أردف أنا خلف الباب يا أماه أنا أحمد افتحي لي الباب لا أحد ثم أطرق مرة أخرى، وأخرى، ثم أصرخ: افتحي لي الباب يا أماه، أنا أحمد أنا أحمد عبدالجليل