ما زلنا نلاحظ مخالفات مرورية كثيرة بعضها مميت وشيء منها غير متقيد بوسائل السلامة وآخر يمشي بلوحات انطمست أرقامها وجملة من الخرد تنفث الكربون في وجوه عباد الله الذين لا حول لهم ولا قوة بعد أن حاصرهم التلوث داخل الأحياء السكنية وعلى الشوارع العامة فلا يكاد يخلو حي من السيارات الكبيرة التي تملأ الجو بدخان عوادمها مثل سيارات النظافة والقلابات وصهاريج الصرف الصحي والمشكلة ليست بالشيء الجديد لكنها تتجدد مع كل يوم ولربما لاحظ البعض ما يكسو بلاط الأحواش من ألوان نتيجة هذا الكربون الكثيف المتكثف على أجسامنا وعلى المنازل والذي لم يسلم منه مطعم أو بوفيه أو محل تجاري وما تزال الشكوى مستمرة من هذا الوباء الذي أكاد أجزم أن له دوراً في تفاقم الأمراض وانتشارها بين الناس وايضا انتشار عادة البصق في الطريق ورمي النفايات وتسرب مياه الصرف الصحي على وجه الأرض لتلحق بالسيارات العابرة تاركة على جوانبها ومقابض أبواب السيارات طبقة ضارة بالصحة والنتيجة بالطبع معروفة حيث الأطفال وكبار السن وغالب الطيبين لا يدركون ولا يُؤلون للنظافة أهمية إلا عند تناول الأكل أما تناول أكواب الشاي وحاجاته الأخرى كتنظيف العيون والأنف فهذا يقصر دون الاهتمام ولك أن تتصور مدى الضرر الذي يلحق بهؤلاء الآدميين خاصة وأن هذه الممارسات الضارة والجالبة للأسى مستمرة مع دورة الحياة اليومية ومن الصعوبة أن يتقي أحد شرها طالما وجدت داخل الحي والشارع ولقد كتب الكثير عن موضوع التلوث وعلت الأصوات منوهة إلى مصانع الاسمنت والجبس التي أقيمت بقرب المدن وبعد أن تمدد العمران احتلت مكان القلب من الجسد ومثلها محطات الصرف الصحي وأحواش الأغنام وتطول القائمة لو أردنا حصر تلك المواقع مصدر التلوث والتي يلزم بل يجب نقلها إلى خارج نطاق الأحياء السكنية حفاظاً على صحة السكان من نواتج مخلفاتها فالأمراض ما قبل ثلاثين سنة أقل بكثير مما نراه بدليل أن المصحات تشكو الآن من كثرة المراجعين وامتدت مواعيد المعالجة إلي أشهر وازدادت أمراض الحساسية ونظل في انتظار حلول عملية لمصادر هذا الخطر المحدق بنا وإلى أن يزول تبقى الكتابة وتكرار الحديث عنه حقاً مشروعاً وواجباً على القادرين.