حذّر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم أفراد المجتمع السعودي المسلم من المظاهر والعادات الدخيلة في الزواج والاحتفال به، وتقليدها ومضاهاتها، والتي تتنافى ولا تمت بصلة لتعاليم الدين الإسلامي. وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في حديث له: إن الأسرة أساس المجتمع، ومنها تتفرق الأمة والشعوب، ونواة بنائها الزوجان، قال الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا النَّاسٍ إنَّا خّلّقًنّاكٍم مٌَن ذّكّرُ وأٍنثّى" وجّعّلًنّاكٍمً شٍعٍوبْا وقّبّائٌلّ لٌتّعّارّفٍوا}، والشريعة مبناها على الحكم ومصالح العباد، لذلك دعت الشباب لإعفاف أنفسهم بالزواج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام؛ فإنه له وجاء) متفق عليه. وأضاف فضيلته - في السياق ذاته - أن الدين الإسلامي حث على اختيار الزوجة الصالحة ذات الخلق الراقي والتعامل الهادئ لا ترفع صوتاً ولا تؤذي زوجاً، مشيراً إلى أن السؤال عن حال الخاطب والمخطوبة أمر لازم لبيان ما قد يخفى من أحدهما من مثالب قادحة، وعلى المسؤول الصدق في الجواب والبيان بكل وضوح وأمانة لإبداء خوافي المحاسن والمساوئ، وكتمان معايب أحدهما عند السؤال ضرب من الغش للمسلمين. وأبان الشيخ عبدالمحسن القاسم ان الخاطب إذا عزم على الخطبة أبيح له النظر إلى مخطوبته بحضور محرمها ودون خلوة بها، من غير تدليس عليه في زينة أو تجمل، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم امرأة فلينظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينهما) رواه مسلم، وليحذر الخاطب قبل العقد الخلوة بمخطوبته، أو الحديث معها بمحادثة الاتصال، أو إلباس المخطوبة خاتماً، أو مس جسدها، أو الخروج بها من دارها، فإن ذلك من المعاصي وركضة من الشيطان يغوي بها الخاطبين، وكثيراً ما تتبدد أحلامهما بتلك السيئات. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الإسلام دين عدل وقصد، وأمر الشاب بالزواج، وحث على تيسير مهره، وإذا قل المهر عَلَت المرأة، وشرُفَت عند الزوج بمكانتها وزادت بركتها، يقول عليه الصلاة والسلام: (أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة)، وأثرياء الصحابة لم يغالوا في مهورهم، يقول عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: تزوجت على وزن نواة من ذهب، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم عن صداقه قال له: (بارك الله لك). وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي ان المهر حق للمرأة لايجوز للآباء أو الأولياء اختصاصهم به، قال سبحانه: {وآتٍوا النٌَسّاءّ صّدٍقّاتٌهٌنَّ نٌحًلّةْ}، وجمال المرأة في سترها، وبهاؤها في حيائها، ورونقها في عفافها، والإسلام جاء آمراً بستر المرأة، منبهاً فضيلته أن بعض النساء يقعن في المحرمات في مواطن فرح، فتجيز لنفسها ما ضاق من الملبس، وأخرى تلبس ما رق منه مما لا يستر جسدها، ومنهن من تبدي شيئاً من ساقها وفخذها، ومنهن من لا تستر أعلى جسدها، فيزين لهن الشيطان سوء عملهن. وقال فضيلته - في السياق نفسه -: إن المرأة لايحل لها أن تبدي للمرأة إلا ما أبيح كشفه أمام محارمها من الرجال مما جرت العادة بكشفه في دارها من الرأس واليدين والعنق والقدمين، ولا تبدي المرأة عند النساء أكثر من ذلك. وحذر الدكتور القاسم مما تقوم به بعض النساء من كشف عوراتهن لامرأة أخرى لإزالة خوافي شعر جسدهن، وهذا منكر غليظ فيه إطلاع على العورات، وخديعة للزوج، وضياع لحقه في غيبته، وعليها تهديد من رب العالمين يقول عليه الصلاة والسلام: (أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت سترها فيما بينها وبين الله) رواه الحاكم، والدين وسط في الانفاق بين الاسراف والتقتير، يعلن النكاح ولا يقع في المحذور. ونبه الشيخ القاسم من ظاهرة تباهي النساء في زينة الملبس والتبرج والتجمل، وتبديد الأموال، وهدر الأوقات بشهرة زائفة أو رياء ممقوت، والخيلاء في الملبس، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة) متفق عليه، مشدداً على ضرورة ان تكون المرأة المسلمة متميزة بزينتها وملبسها وشعرها، بعيدة عن تشبهها بالرجال أو غير المسلمات، وان تشبهها بغير جنسها يعرضها للوعيد، فقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهات من النساء بالرجال، ولكل جنس من الرجال والنساء خصائصه وأحواله وملبسه وزينته، والمرأة تفخر بأنوثتها، والرجل يعتز برجولته، وفي التقليد ضعف في النفس، وعدم رضا بالخصائص، ونقص في إدراك حكمة الخالق، كما حذر فضيلته من قيام بعض النساء بتعمد إزالة بهاء وجهها وجمال عينيها بنتف حواجبها التي هي زينة من رب العالمين، وقد لعن الله من أزالت شعر حاجبها، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله النامصة والمتنمصة).. وأبان الشيخ عبدالمحسن القاسم -في حديثه- بعض المظاهر الاجتماعية الدخيلة التي حرمها الدين الإسلامي كاختلاط الرجال بالنساء في حفلات الزواج، والاسراف والتبذير في الولائم، وغيرها من المظاهر السيئة التي حرمها الله تعالى، كما دعا فضيلته إلى الاعتدال في المأكل والمشرب، وعدم البذخ فيه دأب الفضلاء، وهي سنة خير البشر، حيث تصف صفية - رضي الله عنها - وليمته بقولها: أولم النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعض نسائه بمدّين من شعير.