نيابة عن معالي محافظ الطائف شهد رئيس بلدية محافظة الطائف نائب رئيس اللجنة العامة للتنشيط السياحي المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج مساء يوم الاثنين جلسة منتدى عكاظ الاعتيادية والتي أقيمت على مسرح جمعية الثقافة والفنون. حيث خصص المنتدى هذه الجلسة لدراسة «المعجم الجغرافي للطائف» الذي ألفه الأستاذ حماد السالمي رئيس لجنة المطبوعات باللجنة العامة للتنشيط السياحي ومدير مكتب صحيفة الجزيرة الاقليمي بالطائف. وقد شارك في هذه الندوة النقدية كل من الدكتور محمد مريسي الحارثي والدكتور علي بن محمد الحارثي عميد كلية المعلمين بالطائف والدكتور ناصر الحارثي والدكتور محمود عمار عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين والأستاذ مناحي القثامي. بعد ذلك بدأت الجلسة بكلمة ترحيبية من المشرف على المنتدى الدكتور عالي القرشي. بعد ذلك قدم مؤلف المعجم حماد السالمي نبذة عن المعجم وأكد أن فكرة الكتاب نبعت من تتبع وتوثيق الأمكنة والمعالم الجغرافية في الطائف وقال إن مدينة الطائف على الخصوص هي مدينة تاريخية لها صلة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ولها صلة بصنع الحضارة الاسلامية والعربية وهي حاضرة في مؤلفات الرحالة والشعر والقدماء. وأضاف أن فكرة هذا المعجم كانت تراودني منذ القدم وبدعم من معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر ومساهمة من مدير عام التعليم بمحافظة الطائف سابقا الدكتور عبدالله المسعودي واستمر هذا العمل ما بين الحل والترحال والبحث عاما كاملا. بعد ذلك بدأ الدكتور علي بن محمد الحارثي عميد كلية المعلمين الدراسة النقدية حيث قال: أخذ المؤلف يتعامل مع حبه للطائف وأخذ يترجم هذا الحب من خلال المعجم الذي يريد ان يجعل للطائف نكهة خاصة، وأكد أن هذا المنجز ليس بالضرورة ان يجير لشخص واحد وهذا ما قام به المؤلف من اعتماده على جهوده الذاتية في انجاز هذا المعجم وتساءل لماذا لم يتم العمل بصفة جماعية حتى يتم خدمته بشكل جيد. وأضاف شعرت ان الباحث غض الطرف عما كتب عن الطائف ولم يف بما يستحقه رغم ان الخطة التي وضعت للعمل كانت رائعة ولكن الآلية التي نفذت بها الخطة لم تنفذ كما ينبغي حيث ان آلية ربط المكان وتفسيره رغم أن المستهدف من هذا المنجز هو السائح في الدرجة الأولى* وأكد أن هذا البحث هو عبارة عن أساس لمشروع بناء جميل جداً. أما الأستاذ الدكتور محمد مريسي الحارثي فقال: عندما قرأت هذا المعجم الكبير كانت تراودني الكثير من الاسئلة وكنت أتمنى أن يكون هناك تعريف للجغرافيا وكذلك تحديد الكثير من المفردات التي كانت في المعجم الذي لم أجد فيه تعريفا للمعجم نفسه وتعريفا للطائف وكان على المؤلف أن يجعل هذه المفردات وتعاريفها موجودة في المعجم. ولفت الى أن المؤلف اعتمد في مصادره على إدارات حكومية بمعنى أنه جمع هذه المعلومات من خلال هذه المصادر ولو أنه عكس المادة لكانت القضية أوثق إضافة الى أن المراكز التابعة لمحافظة الطائف تحاول أن تزود في المعلومات والجدير بالمؤلف أن يجعل هناك مباحث مثلا مبحث الجبل أو مبحث القرية أو مبحث الوادي وغيرها. وأكد ان هذا المعجم تجاوز المادة الجغرافية وتجاوز إلى الشعر العامي وتساءل لماذا لم يكن هذا العمل بالمستدرك في جغرافية الطائف رغم ان التحكيم العلمي يزيد المؤلف تأكيداً الذي ذكر في مؤلفه ما هو مغمور وترك ما هو مشهور وأورد المؤلف بعض الأسماء التي هي ليست من الجغرافيا في شيء وفي التحديد هناك اختلاف بين الطائف وبعض الاماكن. وقال: إن هذا العمل يعتبر عملا جبارا رغم كل ما لوحظ عليه فاختلاف الرأي لا يؤثر على هذا المنجز الجميل الرائع. أما الدكتور محمود عمار فأكد ان هذا المعجم يأتي ضمن منظومة الشيخ حمد الجاسر في كتابة مثل هذه المعاجم للقبائل والأماكن. وقال: أنا أعجب كل العجب كيف استطاع المؤلف أن يلم بأطراف محافظة الطائف كاملة رغم مساحتها الكبيرة في فترة وجيزة جداً وهذا جهد يشكر عليه. وأضاف عندما كنت استعرض محتوى هذا المعجم وضعت هناك عدة محاور وهي: - المحور الأول: المفهوم المعجمي: وهو ما مدى تطبيق هذا النظام على هذا المعجم. - المحور الثاني: المفهوم الجغرافي: وجدت أن غلاف المعجم يقول عرض أكثر من 4000 مفردة ووجدنا ان هناك اختلافا وتناقضا بين الغلاف والمحتوى في المفردة وهذه ليست القضية. - المحور الثالث: المفهوم اللغوي: من خلال استعراض بعض المفردات اللغوية داخل المعجم نجد أن المؤلف وقع في بعض الاخطاء اللغوية التي ربما كانت ناجمة عن خطأ مطبعي. - المحور الرابع: المادة العلمية: عندما يتصفح هذا المعجم نجد أنه لا يشبع نهم القارئ خاصة وانه لم يكن دقيقا في بعض ايضاحا المفردات. مناحي القثامي قال: يجب علينا ان نحترم هذا المعجم مهما كانت الملاحظات عليه لأنه انجاز جميل ورائع جداً، وأضاف ان المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف أعطى انطباعا رائعا عن المحافظة حيث إن المؤلف استطاع من خلال البحث الذي استمر عاما كاملا ان يكشف لنا عن بعض خبايا هذه المحافظة. وبين ان المعجم تعرض لبعض الاماكن التي لا تعتبر معالم جغرافية واستند المؤلف الى بعض الخرائط التي قام باعدادها لتحديد بعض المعالم الجغرافية الا انه رغم كل هذا الجهد المميز إلا ان هناك تركيزا من المؤلف على جنوب محافظة الطائف وأغفل بعض الشيء شمالها رغم ان هناك معالم جغرافية لها أهمية سواء في التاريخ أو في السياحة مثل الجبال وبعض الأودية. أما الدكتور ناصر الحارثي فأكد ان هذا العمل يعتبر هو الأول من نوعه ويؤلف لأول مرة عن محافظة الطائف لهذا أي عمل ينهض به باحث في حجم موسوعي فلا بد ان تقع منه بعض الاخطاء رغم انه ولأول مرة يؤلف على يد ابن من أبناء الطائف ومن المفترض أن يكون أكثر دقة. وقال: إن الباحث اجتهد اجتهاداً كبيراً في الكثير من المواقع الجغرافية في اضافة المجهول الجغرافي عن الطائف، ومما يعاب ان المؤلف لم يصحح أخطاء من كتب قبله من رحالة وغيرهم وحين ننظر الى هذا المعجم لا بد أن نقر ونعترف ان هذا المعجم هو بداية ولا بد ان يخضع هذا المعجم الى التحقيق العلمي وأضاف لو أن المؤلف «الباحث» استخدم الاجهزة المرتبطة بالأقمار الصناعية لتحديد المواقع لأصبح العمل أكثر دقة. وقال: رغم ان المؤلف عرف الكثير من المجهول في الطائف إلا انه ما زال هناك الكثير من المجهول الذي ينتظر التعريف وأرجو من المؤلف الوقوف على هذا المجهول وتعريفه. بعد ذلك بدأت المداخلات حيث بدأها المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج رئيس بلدية محافظة الطائف حيث أكد ان هذا المعجم لم يخرج لنا إلا بعد جهد كبير يشكر عليه المؤلف وهو بداية الطريق لاكتشاف الكثير والكثير عن محافظة الطائف. وقال: هذا المعجم القيم سوف يثري مكتبة الطائف والمكتبات العربية وكنت أتمنى أن هذه الملاحظات التي وقف عليها المناقشون ان ترصد قبل أن يصدر المعجم حتى يكون هذا المنجز جاهزاً من كافة النواحي وما طرح من نقاط حول هذا العمل لا تقلل من أهميته العلمية التي سوف يكون لها الأثر الطيب على محافظة الطائف. ومن جانبه أكد الشريف محمد بن منصور أن هذا العمل كان من المفترض ان يرى النور قبل عدة سنوات إلا ان اللجنة التي شكلت للقيام بهذا العمل فشلت فشلا ذريعا وها أنتم أيها المناقشون تصوبون سهامكم الى باحث بذل الكثير والكثير من وقته وماله لانجاز عمل كان من المفترض أن تقوم به لجنة. الأديب والقاص خالد خضري أكد أن المعجم الجغرافي الذي ألفه حماد السالمي يعتبر من أجمل المعاجم الجغرافية ومن أجمل ما كتب عن الطائف. أما الأستاذ علي خضر الثبيتي فقال: نحن لا نختلف على أهمية هذا العمل والجهد الكبير الذي قام به المؤلف ولكن هل جزاء من قام بمثل هذا العمل الرائع ان توجه اليه كل هذه السهام التي ربما تدخل في نفسه نوعاً من الاحباط. الأستاذ عقيلي الغامدي أكد أن المعجم رغم كل ما فيه من أخطاء إلا انه خرج لنا بالعديد من المفردات الرائعة الجميلة التي ربما يكون لها دور كبير في أهمية السياحة. الدكتور عبدالرحمن الاختر وكيل كلية المعلمين للشؤون التعليمية قال: نحن أمام عمل رائع ولا ينبغي لنا الا ان نقدم الشكر الجزيل لمن قام به وانجزه وفي وقت قياسي. وفي ختام الجلسة أكد مؤلف المعجم الأستاذ حماد السالمي ان أي عمل لا بد أن يكون فيه أخطاء وما تم طرحه في هذه الأمسية الجميلة اعتبره دافعا حقيقيا الى المزيد من العطاء. وأضاف بعض التوضيحات حول النقاط التي تم طرحها.