لقد تابعت كما تابع كل مواطن وكل من يهمه أمن واستقرار هذا البلد الطيب المبارك الأحداث المتتالية - التفجيرات في مدينة الرياض الأخيرة للأسف، وقد آلمني كل الألم هذا الحدث وفي هذا الشهر المبارك، وودت أنه لم يحدث في هذا البلد الطيب، بل إنه أمر مستغرب ودخيل على المجتمع السعودي، بل إنه ثلمة قوية وفجوة تحتاج إلى ردم وجهود من العلماء لتبصير الشباب وتوضيح مقاصد الشرع وأهداف الإسلام، وشرح العقيدة للجميع، وموقف الشرع والمصطفى صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأحداث، وإيقاف جموح بعض الشباب وبعض الجهال لاستغلال هذه الأحداث، بل إن الأمر يحتاج إلى جهود وتكاتف من الجميع لعدم زعزعة الأمن والاستقرار، وتبيين موقف الشرع من هذه الأحداث، فهي كما قلت في مقال سابق فتنة عظيمة لا يعلم نهايتها وغاياتها إلا الله، كفانا وإياكم شرورها ومخططاتها، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفتن بقوله فتن كقطع الليل المظلم، فالمخرج أخي الكريم اللجوء إلى الله سبحانه والتوكل عليه والالتفاف حول العلماء وطلاب العلم وولاة الأمر وتحجيم كل ما يدعو إلى فتنة، بل إن الأمر يحتاج إلى نبذ هذه الأحداث واستنكارها في كل مكان، والدعوة الصادقة لعدم زعزعة الصف وإحداث القلاقل والرعب وتخويف المسلمين، مما يجعل أهل القلوب الفاسدة والمتربصين يستغلون تلك الفجوات ويعملون لما يحدث انشقاق الشعب السعودي وتحريضه على بعض، ثم تحدث فتن أعظم وأكبر من ذلك قد تحرق الرطب واليابس، فلا بد من التعقل والحكمة والتبصر فكل الناس لديها بصر ولكن البصيرة مهمة في الأمور الشائكة، فلابد أيها الشباب من التأني والسؤال والتحري والرجوع إلى العلماء، فالأمر جد خطير، بل إنه منعطف مؤلم وتحول عجيب، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن ظهور الفتن قال صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج» (أي القتل)، فحاول أيها الشاب أيها المسلم أن تكون داعية لدين الله بالحسنى مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، الله الله أيها الناس أن يؤتى الإسلام والدين من قبلكم، فيا أخي الكريم لا تكن سببا وجسرا يمر الأشرار عليه تجاه دينك ومجتمعك وأهلك وذويك وجيرانك و كل مسلم هنا في هذه المملكة الحبيبة، ولم لا تكون داعية للخير، ولم لا تكون عونا للعلماء عونا للولاة على قمع الشر وإزاله الفساد، لم لا تناصح وتحاول بالتي هي أحسن حسب ما يمليه عليك أمر الله في كتاب الله وأمر رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم، تأمل أخي الكريم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونهجه وأفعاله، تأمل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة وتبصر بها قبل فوات الأوان والوقوع في الأخطاء والمخالفات وخلافه، كما أنبه كل مسلم ومسلمة ألا تكون هذه الأحداث سبباً في زعزعة الحب في الله والأخوة في الله مع الأخيار أهل السنة والجماعة المتبعين لا مبتدعين في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فلابد من التأني من الجميع والصبر والاحتساب والتفكر ودرء كل مفسدة واستشعار عظمة الله سبحانه وعظمة هذا الدين العظيم وتغليب الحب والنوايا الحسنة على كل شر وضغينة وخلافه في هذا المجتمع الخير، وعدم التسرع والحكم على الناس والأخوة المتمسكين بدين الله وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فهي فتن لابد من التنبه لها، كفانا وإياكم كل شر وحمانا وإياكم من كل مكروه والله من وراء القصد.