بعد أن أعددنا التعليق الذي نشر في العدد 334 من هذه الصحيفة عن مجلة الكلية، وافانا الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي بالمقال التالي: مجلة كلية الآداب في الجامعة الرياض. موسوعة في مجلة. دائرة معارف في كتاب. إنها رسالة ثقافية جليلة، تعمل من أجل الكلية وهيئة التدريس فيها لبناء الإنسان العربي الجديد القوي الصلة بماضيه، والواعي لعبر حاضره، والعامل من أجل المستقبل، مستقبل الوطن والعروبة والإسلام. المجلة تعبر تعبيراً قوياً عن الحلقات العلمية الرفيعة في أروقة كلية الآداب، هذه الحلقات التي تخرج للبلاد عقولاً واعية تخدم الوطن في جميع جوانب الحضارة الفكرية والروحية والمادية. وهيئة تحرير المجلة: الدكتور عزة النص، والدكتور منصور الحازمي، والدكتور حسن شاذلي، والدكتور محمد الشعفي، والدكتور عزة خطاب، والدكتور أسعد عبده.. جديرة حقاً بالتهنئة على مابذلت من جهد في إخراج المجلة في هذا الثوب القشيب الذي يجمع بين واجبات العلم والتزامات الصحافة، ورسالة الجامعة. لقد تلقيت المجلة بتقدير وإعجاب كبيرين، لأنها منارة على الطريق. ايحاءة واضحة معبرة عن المستقبل. صورة زاهية واضحة للحاضر. لأنها دلالة قوية على ما صنعته وتصنعه البيئة الثقافية الجديدة في جامعة الرياض، وعلى أنها كانت على مستوى المسئولية الملقاة على كاهلها، وكانت مقدرة لالتزاماتها الحضارية كل التقدير. عندما يقول القرآن الكريم: {ن وّالًقّلّمٌ وّمّا يّسًطٍرٍونّ } نجدالفكر والثقافة في الإسلام قد أصبحا جزءا من العقيدة.. وعندما يقول رسولنا العظيم: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة..نجد الالتزام والالزام معا معتزين بالعلم، ليصبح واجبا انسانياً مقدسا، فضلا عن أنه واجب ديني جليل. ونقرأ الآية الكريمة:{يّرًفّعٌ پلَّهٍ پَّذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّالَّذٌينّ أٍوتٍوا پًعٌلًمّ دّرّجّاتُ} حيث جعل الله تعالى الإيمان والعلم أخوين رسالتهما واحدة في الحياة، فيتملكنا العجب والتوقير لمقوماتنا الروحية الأصيلة. ويلقى إنسان عربي مسلم أبا عمرو بن العلاء فيقول له: متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟ فيرد عليه في إيمان عميق بالعلم: مادام تحسن به الحياة. أليس في ذلك دلالة وأكثر من دلالة على تراثنا العظيم الحضاري الإنساني؟. ونقرأ لنيتشه الفيلسوف الألماني: «رسالة الكاتب هي الكشف للناس عن الحقيقة بلهجة العصر الذي يوجد فيه» فنعرف أن مجلة كلية الآداب قد لقيت من نفوس المثقفين هنا وفي كل مكان حبا وتقديرا لا لأنها تكشف للناس عن الحقيقة بلهجة العصر الذي نعيشه فحسب، ولكن لأنها مع ذلك تضيف ايمان الانسان العربي بنفسه وتقديره لمسئولياته، مسئوولية الانسان المثقف التي يلتزمها انسانا ازاء عصره في قدره، هذه المسئولية التي وعاها الانسان المسلم حقيقة وعملا وسلوكا وأخلاقاً وفكراً منذ أول الاسلام فيما يؤمن به من قول الرسول: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» وعاد انسان العصر الحديث في أوربا يقلدنا في تحمل المسئولية قولاً وعملاص عندما لا تضر هذه المسئولية وتحملها بمنافعه المادية، فيقول دوستويفسكى «كل انسان مسئول عن كل شيء أمام كل الناس». تحياتي وتمنياتي لكلية الآداب ولمجلتها الجميلة.