نعم لقد مات فهد بن سلمان رحمه الله لكنه حي باعماله الجليلة.. ومواقفه النبيلة وسيرته العطرة التي لا يخلو منها مجلس يتطرق الحديث فيه الى سير النبلاء من الرجال - احياء وامواتاً - وفي مجلس ضم لفيفاًَ من اهل الادب والشعر حضر فهد بن سلمان في ذاكرة محبيه وهم كثر فتحدث كل بما يعرف عن قرب او عن بعد من شمائل سموه الكريمة. ولأن الشعر هو الشاهد المثبت لكل فعل جميل فقد تحدث الرائد الشاعر بندر الشدادي عن فهد بن سلمان الذي لم يقابله في حياته.. لكنه يعرف نبله وكرمه واحسانه وقد جاء الحديث موثقا في قصيدة جاءت رداً أو «مجاراة» لقصيدة كتبها الشيخ بدر بن هايف الفغم عندما زاره الشدادي في المستشفى بعد وفاة الأمير فهد بن سلمان بايام فتناول ورقة كتب عليها هذه الابيات التي حملت مشاعر الحب الصادق للراحل الغالي.. والحزن العميق لفراقه. فقيد الوطن جاني خبر هز المشاعر والاحزان هز الضلوع وهزني من مكاني وانا كسير وزدت بهموم واحزان والكسر الاول لحّقه كسر ثاني والرجل يجبر كسرها ياخو سلطان الموت كسر القلب بين المحاني كسرٍ عسى الله يجبره لي بالايمان على فراق اللي فراقه دهاني قالوا توفى اللي له الطيب عنوان ساس المروه والكرم والحساني فهد ولد سلمان له عندنا شان حبه لجا بين الضلوع المحاني الله يجيرك يا سلايل كحيلان ولعل بيتك في وسيع الجناني بدر بن هايف الفغم عرس الأحزان وجاء رد الشدادي مشحوناً بالحزن.. ومعبراً عن الموقف بأصدق تعبير حيث قال.. يا بدر مالومك وعبرتك برهان على وفاك ومعدنك يالحصاني وفاك واخلاصك وحبك لسلمان بيّن وثابت من قديم الزماني وانا بعد ببكي على طير حوران واهل غيم الحزن بين المحاني دمع حبسته للفرح مير سبحان؟ سبحان من شانه على كل شاني؟! بحر من الأحزان من غير شطآن قام يتلاطم بي وقام يغشاني خذاني لحالي وانا اخذت الاحزان وغرقت فيه وموج حزنه غطاني نبكي فهد نبكي سلايل كحيلان والناس لجت من بكاها الاذاني رمز لفعل الخير واعمال الاحسان الله ماغير مسخره للحساني يعمل بصمت وكل فعله على شان يبي رضا الله مايبي شي ثاني غلاه بقلوب المخاليق هتان من كثر ما له من يدين وحناني وهذي بشاره من علامات الايمان الله محبب فيه قاصي وداني كم واحد يولد والى مات ما بان ماتفقده غير المره والاواني والا فهد فقده على كل الاوطان فهد نهار مفارقه مهرجاني فهد نهار مفارقه عرس الاحزان نجم نهار مفارقه شكل ثاني تدفقت هالناس من كل الاوطان من كل فج جابها الحزن عاني اطفال وايتام ومشايخ واعيان تسابقوا بالحب كف الحصاني طاحت عقل وبشوت وانفاس وامتان قامت تداحم لين ضاق المكاني انا عزايه شوفتي شوف الاعيان شفت التفاف الشعب صدق وتفاني الين صارو قلب في صدر سلمان وعيونهم.. صارت لدمعه مواني الله يلهمنا الصبر هو والايمان ويجبر عزاء الليث.. الحسام اليماني مصابكم مصابنا يا كحيلان والله يعينك ياوسيع البطاني ياسيدي لله في دبرته شان وحكم القدر نافذ على كل شاني اقفى خفيف غير من فعل الاحسان وعقب فعول كل ابوها سماني نرفع يدينا ونتضرع لمنّان آمين يجعل منزله بالجناني وكانت هذه القصيدة وسابقتها ختام مجلسنا ذلك المساء لم يعقبها الا الدعاء للفقيد بالرحمة ولسلمان العز والمجد بطول العمر ودوام السعادة.