زميلك في العمل أو في الحي أو الدراسة يأخذ بعض الأمور دائماً ببساطة، فإذا اشتكيت له من صداع أو أي أعراض أخرى فيقول لك ببساطة: «خذ بنادول»، أو يوصف لك دواء آخر من باب (اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً)، هذه المقولة الخاطئة الشائعة، ودون أن يدرى التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية الشائعة فإنها تتداول بين الناس. وقد يلجأ الكثير من الناس لاستعمال الأدوية لتخفيف وإزالة الأعراض والأوجاع التي يعانون منها دون وصفة طبية، ظناً منهم أنها أدوية منتشرة الاستعمال، وآمنة جداً، لكن هذا الكلام غير دقيق، كما يشرح لنا د. حسان عبدالله نجم (أخصائي باطنية بمستشفى الحمادي بالرياض)، وهنا يوجز لنا د. حسان نجم، أهم التأثيرات الجانبية للأدوية الأكثر شيوعاً واستعمالاً في التالي: 1- المسكنات: حيث تستعمل بكثرة لتهدئة الصداع أو الأوجاع العامة وآلام الروماتيزم.. آلام الأسنان وأهمها: أ - الأسبرين: يعتبر من أقدم وأشيع المسكنات المتداولة حيث له تأثيرات خافضة للحرارة ومسكنة للألم ومضادة للروماتيزم ولكن له أيضاً تأثيرات جانبية كثيرة ومهمة. - التهاب المعدة الدوائي الناجم عن تأثيره على جدار ومفرزات المعدة خاصة إذا تم أخذه قبل الطعام (لذا ينصح أخذه بعد الوجبة) ويمنع وصفه في حال وجود قرحة فعالة أو زيادة حموضة معدية. - في بعض المرضى الربويين الذين لديهم حساسية للاسبرين قد تؤدي إلى تضيق في الشعب الهوائية وربما تتطور إلى حد نوبة ربو حادة تستدعي التدخل الاسعافي. - التأثير الثالث ينجم عن خاصيته في منع تجلط الدم نتيجة تأثيره على الصفيحات الدموية مما يزيد قابلية النزف والتي تستمر حتى أسبوع بعد تناول الأسبرين، لذا ينصح بعدم استعماله عند من يحملون اضطرابات نزفية أو تخثرية وكذلك أثناء الدورة الشهرية ومن يحملون آفات كبدية أو كلوية متقدمة. ب - الباراسيتامول: الغني عن التعريف حيث إنه أشيع الأدوية استعمالاً ذاتياً.. ويعتبر أسلمها ولكن استعماله بكمية كبيرة (أكثر من 7 غ دفعة واحدة) يؤدي حتى إلى اصابة كبدية وربما فشل كبدي. مضادات الالتهاب اللا ستيرويئونه الأخرى: مثل البروفين والأندومتاسين. أيضاً لها مخاطر ضرر على المعدة لذا ينصح بعدم استعمالها لمن لديهم آفات معدية فعالة وكذلك اضطرابات كبدية وكلوية. 3- مضادات التشنج: (التقلص) والتي تستعمل لتخفيف المغص المعوي والمعدي وآلام (BVSCOPAN) الطمث فلها تأثيرات جانبية مهدئة وفي بعض الأحيان تحدث تسرعاً في ضربات القلب (خفقان) لذا تعطى بحذر. 3- المضادات الحيوية: لقد كان اكتشاف البنسلين (أول مضاد حيوي) يعتبر ثورة في عالم الطب ومعالجة الأنتانات، ولكن الاستعمال الخاطئ لهذه الأدوية قد يقودنا إلى زمن لا تعود فيه هذه المضادات الحيوية ذات نفع وسنذكر بعضاً من سلبيات استعمال المضادات الحيوية بدون استشارة طبية وكذلك التأثيرات الجانبية الشائعة لها: أولاً: كما ذكرنا إن الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية يؤدي إلى ظهور سلالات جرثومية معندة على كل المضادات الحيوية مما يؤدي إلى ظهور انتانات خطيرة صعبة السيطرة. ثانياً: إن الآثار الجانبية لكثير من هذه المضادات ضارة بشدة ومنها ما لا يمكن إعطاؤه أثناء الحمل والإرضاع أو في حالة تدهور وظيفة الكبد أو الكلية حيث يجب تعديل الجرعات الدوائية حسب كل حالة من قبل الطبيب المعالج فمثلا مركبات السلفا يجب تناول كميات كبيرة من الماء معها لكي لا تتسبب في ترسبات ضارة في الكلية والجهاز البولي كما أن استعمالها المديد يؤدي إلى نقص في تصنيع كريات الدم.. ويمنع استعمالها عندالمرضى المصابين بنقص في خميرة G.G.P.D. وكذلك مركبات الكويفولوناتQuinolones التي تؤدي إلى اضطراب في نمو العظام لذا لا تعطى في أعمار أقل من 14 عاماً. cholramphincoh وكذلك مركبات الكلورامفيثيكول وتؤدي إلى اضطراب في نقي العظم مما يوقف إنتاج الدم وما إلى ذلك من نتائج خطيرة. ونذكر أيضاً مركبات التتراسيكلين التي تترسب في الأسنان وتؤدي إلى تصبيغها لذلك ينصح بعدم تناولها للأطفال والحوامل والمرضعات. لذا.. نكرر النصح بعدم استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب المختص لكي لا تصبح نعمة الدواء نقمة على المريض أو ذريته. 4- موانع الحمل الفموية: ومن تأثيراتها الجانبية الغثيان والإقياء والاضطرابات الهضمية وأحياناً حدوث نزوف نسائية بسيطة أو عسرة طمث.. والجلطات الوريدية في الساقين. لذا تستعمل بحذر عند مرضى السكر والضغط والصرع والمرضى النفسيين. 5- مضادات الحكة والحساسية: ولها أنواع كثيرة وأهم تأثيراتها الجانبية النعاس والدوخة واضطراب الرؤية، لذا ينصح متناولها بعدم قيادة السيارات. 6- الكورتيزون: حيث تستعمل لعلاج الحساسية الشديدة التي لا تستجيب للعلاج المبدئي (مثل التهاب الجلد التحسسي، الربو الشديد وبعض الأمراض الروماتيزمية)، ولكن يجب معرفة تأثيراتها الجانبية مثل تأثيراتها المعدية وزيادة حموضة المعدة وكما أن تناولها المديد يؤدي إلى اضطراب النمو عند الأطفال لتداخلها في إفراز هرمونات الجسم الطبيعية، وكما يجب استعمالها بحذر شديد عند المرضى السكريين ومرضى ارتفاع التوتر الشرياني. وفي النهاية نكرر النصح بعدم استعمال الأدوية دون استشارة الطبيب المختص لكي لا تصبح نعمة الدواء كارثة صحية تؤدي إلى اختلاطات لا يمكن علاجها.