الإيجابية نعمة من الله عز وجل على الإنسان في هذه الحياة من تمسك بها حصل على الخير والفلاح والصلاة والنجاح في الدنيا والآخرة والله عز وجل حث على الإيجابية في كتابه المبين وأمر الإنسان بأن يكون إيجابياً في هذه الحياة فقال سبحانه {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } وقال تعالى مثنياً على كل من اتصف بالإيجابية بأن عاقبته حسنة في الأولى والآخرة {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } والرسول صلى الله عليه وسلم قد حث على الإيجابية في عدة أحاديث منها على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» والإنسان السلبي صفر على الشمال ليس له أهمية في الحياة تذكر ولله در الشاعر عندما قال: إذا كنت ترضى بالدنية منزلاً فالأرض حيث حللتها لك منزل ومما لا شك فيه بأن الإيجابية تؤدي دوراً مهماً في تكوين شخصية الإنسان بل هي القوة التي تدفعه إلى عالم الإبداع والتميز في مجالات الحياة المختلفة كافة والإنسان عندما ينظر للحياة نظرة إيجابية تساعده هذه النظرة للتخلص من أسباب الخوف والقلق والتوتر الذي كثر في هذا الزمن نظراً لكثرة ضغوط الحياة على الإنسان. أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل والحقيقة الواضحة كوضوح الشمس التي لا تقبل الجدل إن الإيجابية عندما تنعدم من حياة الإنسان تصبح حياته في خطر وعيشته في كدر كيف لا والإيجابية تعتبر ضابط الإيقاع ومحور الارتكاز لحياة الإنسان وعن طريقها تصبح حياته لها هدف ومعنى ولعل أبرز الأسباب المساعدة في حصول الإنسان على الإيجابية هو الدعاء فالله عز وجل أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة {$ّقّالّ رّبٍَكٍمٍ \دًعٍونٌي أّسًتّجٌبً لّكٍمً} وحقيقة ما قضى حاجته وجميع أموره بمثل الدعاء فالأمور يملكها رب الأرض والسماء فهذا هو الدعاء فأين السائلين وهذا هو الطريق فأين السالكين؟؟ والإيجابية بالمختصر المفيد هي التفاؤل وهي بلا شك سفينة الإنسان في هذه الحياة ولكن هذه السفينة تحتاج إلى ربان ماهر وقائد قادر على مواجهة ظروف الحياة الصعبة والمختلفة في نفس الوقت وقديماً قالوا: حياتك من صنع أفكارك.