لو جلس كل إنسان مع نفسه دقائق معدودة واستعرض شريط حياته منذ أن وعى على الحياة وحتى اليوم سيجد ان الاخفاقات والعقبات كثيرة لكن النجاحات والفرص الذهبية قليلة وقد تكون نادرة. فلو أخذنا عينة عشوائية من الناس وطرحنا عليهم السؤال التالي: كم فرصة جيدة سنحت لك في حياتك؟ ستكون إجابة النسبة العظمى من العينة فرصة أو فرصتين، ولو طرحنا سؤالاً آخر تكون الاجابة عليه بنعم.. أو لا وبالصيغة التالية: هل استغللت تلك الفرصة؟ سنجد أن من أجابوا بنعم قلة مقارنة بالعدد الكلي للعينة وبالتالي ستكون نسبة هؤلاء منخفضة مقارنة بنسبة من أجابوا بلا . وقد يتساءل البعض عن السبب في ذلك والجواب من وجهة نظري يعود لأسباب كثيرة أهمها تردد معظم الناس في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب وقلة تلك الفرص وندرة تكرارها ويختلف تقدير درجة أهمية الفرصة باختلاف الزمان والمكان والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها هذا الشخص أو ذاك. فالفرصة الذهبية عند شخص ما قد تكون عادية عند شخص آخر وتختلف هذه الفرص باختلاف مناحي الحياة فقد تكون تجارية أو وظيفية أو عاطفية قد تكون مادية أو معنوية فهناك من أضاع فرصة تجارية كانت ستنقله من الطبقة الكادحة إلى الطبقة الاستقراطية ذات الخمسة نجوم وهناك من أضاع فرصة وظيفية كانت ستحقق له مكاسب مادية ومعنوية كبيرة وهناك من أضاع فرصة الارتباط بامرأة أحبها وأحبته وهذه خاصة ومن وجهة نظري الشخصية لا تتكرر إطلاقاً. فالذكي هو من يستغل هذه الفرص الاستغلال الأمثل ويوظفها لتحقيق مصالحه وأهدافه. نعم نحن مسلمون نؤمن بالقضاء والقدر وأن ما كُتِبَ للإنسان من خير أو شر سوف يناله لكن الإيمان بالقضاء والقدر وحسن الظن بالله لابد أن يرافقه حسن العمل أيضاً فلا نتيجة أو إنتاج من دون عمل وجهد ومثابرة لتحقيق الأهداف النبيلة والمشروعة التي يسعى كل واحد منا لتحقيقها.