الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد: إنه في هذه الأيام المباركة قد زارنا ضيف كريم، وحل علينا موسم عظيم .. إنه شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران، شهر فيه ترفض السيئات والذنوب، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغل فيه أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين. شهر قد فضله الله على سائر الشهور، فقال الله تعالى في كتابه الكريم:{(شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ) } وجعل الله فيه ليلة عظيمة وأخفاها عن عباده المؤمنين كي يشمروا عن سواعدهم، ويجدوا في العبادة ويتضرعوا إلى الله خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه إلا وهي ليلة القدر! إذ قال الله فيها:{(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) } إنها ليلة القدر عظيمة القدر والمكانة عند الله ورسوله والمؤمنين ليلة مباركة خيرمن ثلاث وثمانين سنة فيها الأجر كله والخير العظيم ها هو شهر الخيرات، وتلاوة القرآن ومضاعفة الحسنات، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامنا وقدوتنا الحسنة يعبد الله ويجد في العبادة ويجتهد اجتهاداً عظيماً وهو نبي الأمة قد غفر له ما تقدم من ذنبه، فحري بنا نحن المسلمين أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نرفع كفوف الضراعة إلى الله في هذا الشهر الكريم والموسم العظيم أن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم وأن يوحد شتات الأمة الإسلامية على الدين القويم، وندعو الله العزيز الحكيم ان يأخذ بأيدي المسلمين إلى الخير، وينصر الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن يرحم المسلمين من ذلك العصر الذي تكالبت فيه المصائب والفتن وأن يحفظ الإسلام وأهله من هذه الشرور، وأن يبلغنا رمضان سنين عديدة وأعواماً مديدة والأمة الإسلامية يقودها دينها القويم إذ به عزتها وقوتها.