الموظف العام لبنة من لبنات المجتمع، يعمل في ظل الأنظمة الوظيفية المتعددة، ويتعايش مع هذا المجتمع ويتفاعل معه، ويجتهد في استخدام القدرات الخاصة به للاستفادة منها في تحقيق ذاته وارضاء نفسه، والحصول على التفوق والنجاح. ومن خلال هذا الاتصال المتنوع وهذه العلاقات المتعددة يحصل التفاعل المتبادل بين الأطراف، ويظهر التفاوت بين الناس حول مستوى قدراتهم على كسب الآخرين وتحقيق النجاح. ولأن الإنسان يشكل العامل الرئيس في التعامل، فإننا في هذا المقال سنتطرق إلى تحليل ذات الموظف لفهم سلوكه وسلوك من يتعامل معهم، لأن الموظف إذا بنى علاقته مع الآخرين على هذا الفهم فإنه سيكسب الموقف، ويدرك الأمر جيداً بما يجعله يتمكن من تقييم ذاته، وبحدود نقاط القوة والضعف في علاقته مع من يتعامل معهم!! علينا كموظفين ان ندرك ان كل مشاعر الناس وسلوكهم هي خبرات مجتمعة لمراحل أعمارهم، وكل ما تم رصده منها له أثر كبير في التعامل مع الغير، ولكيلا يضع أي موظف تصنيفاً لنفسه في مستوى التعامل، يجب ان يحدد الطريقة التي ينطلق منها في تعامله مع الآخرين، بمعنى آخر، عليه أن يفهم نفسه من خلال الاستفادة من التجربة التي يؤيدها الواقع، والتعامل بميزان دقيق، من خلال وضع النفس موضع الاختبار. على الموظف ان يكون أكثر واقعية من خلال تقديم النصح للآخرين، وحمايتهم، والعناية بذوي الحاجات، وحب الناس، والعمل على تسيير أمورهم بما لا يخل بالأنظمة أو يعرض للمساءلة، مع الابتعاد قدر الإمكان عن انتقاد تصرفات الآخرين أو التعليق عليها!! على كل موظف إذا وقف أمامه مراجع أو صاحب حاجة أن يضع نفسه مكانه، ليعرف ما هو الأسلوب الذي يرغب ان يتم التعامل معه؟ ثم يطبقه حقيقة!! إن الموظف ما وُضع إلا من أجل تقديم الخدمة للآخرين، وليس للاستعلاء أو التسلط عليهم، ولا يتحقق هذا إلا من خلال ترشيد تصرفاتنا بحيث تكون مفتوحة في أثناء التعامل لتسمح بمرور الأفكار والآراء وفهم الآخر. نعم: هناك بعض المراجعين عندما يتحدث فإن حديثه قد يعني شيئاً آخر تماماً!! وقد يتخذ جانب الاستفزاز!! لكن علينا ان ندرك ان العلاقة مع الآخرين ترتبط بما يلي: 1 المعرفة التامة بحالة الذات التي تحدد التصرف. 2 المعرفة الممكنة بحالة الذات للآخر. 3 العمل قدر الإمكان على الانفتاح مع الآخرين لاستيعاب حماسهم واندفاعهم. 4 الحرص قدر الإمكان على استخدام الألفاظ والعبارات الايجابية في الحديث. 5 تجنب الاستجابة للاستفزاز مهما كانت الأحوال. إن تعرف الموظف على نفسه يساعده على معرفة الآخر، وليفترض كل منا انه على خير ما يرام مع من يراجعه من أصحاب الحاجة، من أجل ان يتبادل الثقة معهم، ويشعر بالايجابية نحو ذاته ونحوهم، وعلينا ألا نخشى ايذاء البعض من المستفزين، وقد لا يتحقق ذلك إلا من خلال القدرة على الرشد وتصحيح المسار، أو بمعنى آخر «فن التعامل مع الآخر!!!».