والدي.. ها نحن على أبواب رمضان المبارك، شهر الخير والبركة، شهر اختصه الله عن كافة الشهور بالأجر والمغفرة والعتق من النار، والدي.. ها نحن نفتقد مجلسك، المجلس الذي كنت أرى فيه دماثة خلقك وصدق قولك ولين جانبك، وجل أدبك في تعاملك مع كل من يخالط مجلسك. زادني الشوق ليوم اقترن باسمك، يوم كنت انظر فيه بنظرة الفخر والاعتزاز لوالدي الذي جمع حوله المفكرين ورجال العلم والأدباء والمثقفين في جلسة أبوية حانية يتخللها دعابة الأب لأبنائه ونصح الأخ لأخيه وخوف العالم على تلاميذه. ذلك هو يوم أو تلك هي أمسية «إثنينية عثمان الصالح»، منتدى يجتمع فيه الفكر والأدب والشعر والثقافة والاقتصاد بطرح مشوق ونقاش جاد ومشترك بين أقطاب هذا المنتدى. لقد كانت الاثنينية تستقطب الرواد والمفكرين والمختصين كلاً في مجاله، ولقد كانت اثنينية عثمان الصالح بمثابة المنتدى أوالصالون الأدبي الأميز بين كافة مثلائه من الصالونات الأدبية، لقد تميزت تلك الاثنينية بما يطرح فيها من فكر نير، كما تميزت بانتظام تنسيقها بإشراف مباشر من الشيخ عثمان الصالح - حفظه الله. والدنا.. عثمان الصالح، مهما سطرت أقلامنا في شخصكم ومهما تحدثت ألسنتنا في مقامكم الكريم فإننا والله لا يمكن لنا اخفاء حقيقة تعاظم الشوق في قلوبنا لسماع صوتك الحاني والاستزادة من علمكم الراسخ وعقلكم الراجح. والدنا.. عثمان الصالح.. نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلبسك لباس الصحة والعافية وأن يعيدك إلى محبيك.