لفت نظري ثم خفق قلبي واقشعر جلدي عندما طالعتنا جريدتكم الغراء في عددها 11346 من يوم الأربعاء 26 شعبان في الصفحة الأولى وهو (17 شهيداً في 24 ساعة). وفي العدد 11347 من الخميس 27 من شعبان وفي الصفحة الأولى «شهيدان وانتهاك إسرائيلي لحرمة المسجد الأقصى». ويا ليت أن الأمر ينتهي عند ذلك، ولكن في كل يوم نسمع ونشاهد - و«إنما أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».. لقد تسلط أعداء الله - اليهود، عليهم لعنة الله وغضبه - على إخواننا المسلمين في فلسطين، الأرض الجريحة، الأرض المقدسة، أرض الأنبياء - عليهم السلام - ومسرى رسولنا محمد - عليه الصلاة والسلام-. ومما يزيدنا هماً وقهراً، هو ذلك المسجد الأقصى الذي يئن تحت وطأة اليهود، المسجد الذي انتهكوا حرمته وقتلوا فيه من الرجال والنساء، حتى الشيوخ والأطفال لم يسلموا من بطش أولئك اليهود. ونحن لا نملك إلا أن نحوقل والله المستعان. فقلت في نفسي وضميري يؤنبني، أين المسلمون من هذا.. أليس فيهم واحداً لو أقسم على الله لأبره؟. بلى، ولكن (ولينصرن الله من ينصره). إن وعد الله متحقق ونصره قادم، فعلينا أن ننصر إخواننا بالدعاء، فالدعاء هو سلاحنا الذي أملكه أنا وأنت ويملكه حتى النساء في بيوتهن، الدعاء الذي تناسيناه، بل نسيناه من قلوبنا إلا من رحم الله.ألا يعلم كل واحد منا أن الله يغضب على من لا يسأله.. اسمع قول النبي - عليه الصلاة والسلام -: «من لم يسأل الله يغضب عليه» حديث حسن رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد. لأن ترك السؤال تكبراً أو استغناءً لا يجوز في حق الله. وما أحسن قول القائل: الله يغضبُ إن ترك سؤاله وترى ابن آدم حين يُسأل يغضب فماذا يضرك يا أخي أن تدعو لإخوانك، ونحن في شهر فاضل تقبل فيه الدعوات وتنهال فيه البركات، بل إن فيه ليلة خير من ألف شهر، فارفع - يا أخي - أكف الضراعة، واستحضر قلبك حال الدعاء، وقل: «اللهم طهر المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين واخرجهم منه أذلة صاغرين». وسيتحقق وعد الله العظيم، ومَنْ أصدقُ من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثاً. (فإذا جاء وعد أولاها بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً).. «الإسراء:5».والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عبدالله بن محمد المكاوني