لامست الكاتبة رقية الهويريني شجن قلبي في مقالها القصصي المؤثر الذي خطته بأنامل صادقة وقلب رهيف الإحساس كأنه عايش الواقعة في يوم السبت 22/8/1424ه تحت عنوان معبر ساخر (الطبق الشرّي!!) في إشارة مناقضة للطبق الخيري في مدارس البنات. وتالله لقد شعرت بقشعريرة اعترت قلبي وسرت في جسدي عندما غصت ببصري وفؤادي في ثنايا مقالها ذي المسلك السديد والهدف النبيل. ولقد تأثرت كثيراً عندما قرأت: «... فغالباً ما تجد (فطوم) ابنته الصغرى بغيتها في جيب والدها من حلوى زهيدة الثمن يستخدمها كإغراء لها على منحه قبلة المساء تطبعها على رأسه المثقل بالهموم...» في هذه القصة ذات المضمون المشوق والهدف الرائع نتصور الحياة البسيطة التي يتمناها الكثير من الناس. ولقد طرحت الأخت الكريمة مشكلة تؤرق الأسر والآباء وتقض مضاجعهم لدخولهم «المحدودة» وهم سواد في مجتمعنا ولا يحس بهذه المشكلة إلا هم وحدهم فلا يحس بالنار إلا واطيها والذي يده بالنار ليس كمن يده بالماء. والرجل «عوض» الذي جعلته الأخت بطل هذه القصة «المأساوية» إن لم يكن ذلكم «الطبق الشري» هو «عينة» من رجال كثر يثقل كواهلهم مصاريف كثيرة تلتهم الأخضر واليابس من إيجار سكن وكهرباء وهاتف وجوال ومياه وبنزين وغذاء ودواءو..... الخ. يقابلها مرتبات لا تفي ولا بنصفها ومن ثَمَّ يأتي ذلكم الطبق «الشرّي» ليس دائماً كذلك ليزيد الطين بلة والأمر سوءاً فهو إجباري على كل الطالبات دون مراعاة لحال ولا تدبر لمآل. فالأسر يتباين دخلها فليس كلها تستطيع توفير وتأمين الفطور الصباحي، فالبعض ترك الدراسة أو أجبر على ذلك لتلكم المصاريف المدرسية الضرورية فضلاً عن «التباهي» بهذا الطبق الذي هم بقيمته أحق وأولى. وإننا إزاء هذه المشكلة لننتظر خطوات إثر خطوات عملية حثيثة تقضي على المشكلة ونحن بصدد باكورتها للتوسيع على أمثال هذه الأسر بما يكفل لها عيشة هادئة فهم لا يطلبون ولا يريدون خلا المستلزمات اليومية الضرورية. قد قلت ما قلت إن صواباً فمن الله وحده وإن خطأً فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت.