ما زال الوقت مبكراً حتى يدرك الرضيع علي العجرمي «ذو الأربعين يوماً» أنه سيعيش يتيماً «بلا أم» بعد ان أودى رصاص السفاحين الصهاينة بروح أمه وداد العجرمي «30 عاماً».. وأطفال الشهيدة الثلاثة عدي «3 أعوام» وعبدالرحمن «4 أعوام» وأسماء «6 أعوام» لم يكونوا على علم أن أمهم قد استشهدت، حتى وجدوا جثمانها الطاهر قد سجي أمامهم والجميع من حوله أخذوا في البكاء، فانفجر حينها الصغار بالبكاء.. بدءوا يحومون حول جسد والدتهم الطاهر كالطير الذبيحة غرقوا بالدموع وأبكوا الجميع، وقبل أن يُحمل جثمان والدتهم تعالى صراخهم من جديد؛ فأنزل الشبان الفلسطينيون الجثمان للمرة الثانية لينكب الأطفال على جثمان والدتهم، وشوهدت أم فلسطينية تحمل الرضيع علي كان يبكي كبقية أشقائه الأطفال. وأمام منزل الشهيدة الواقع في حي البرازيلجنوب مدينة رفح جلس المسن الفلسطيني عبدالرحمن العجرمي «80 عاماً» والد زوج الشهيدة قال للجزيرة بحزن وألم: قتل السفاحون زوجة ابني وأصابوا ثلاثة من أبنائي أمام بيتي. وأضاف: كان المجرمون يعتلون أسطح البيوت المرتفعة منذ ثلاثة أيام في حي السلام والبرازيل المجاورين، ويفتحون نيران أسلحتهم الرشاشة صوب البيوت وعلى كل من يتحرك في المنطقة دون سابق إنذار. وتابع العجوز الفلسطيني وقد يبس حلقه: كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة من فجر السبت الماضي عندما سمعنا صوت استغاثة من أحد الجيران وسط دوي اطلاق الرصاص؛ فخرج ابني جمال ليرى ما يحدث في الخارج؛ وما إن أطل من الباب حتى دوى صوت الرصاص مرة أخرى ليسقط أمام البيت من الخارج مضرجا بدمائه. وتابع الرجل المسن الغائر العينين قوله: عندها خرج ابني الثاني عطية لانقاذ أخيه عاود الجنود الصهاينة اطلاق الرصاص مرة أخرى ليسقط هو الآخر، وحدث هذا أيضا مع ابني الثالث محمد. ومضى الأب الحزين على فراق زوجة ابنه وإصابة أبنائه الثلاثة قائلاً: لم يتبق أحد في المنزل لينقذ أبنائي سوى وداد زوجة ابني جمال، التي خرجت لتصاب هي الأخرى ويسقطوا جميعاً كومة واحدة مضرجين بدمائهم أمام عتبة المنزل. وقالت المواطنة الفلسطينية زينب زوجة المصاب عطية باكية ل«الجزيرة»: لقد اتصلت بالاسعاف ولكنه تأخر، وعند الاستفسار مرة أخرى أبلغوني بأن الاسعاف لا يستطيع الدخول الى الحي بسبب كثافة النيران التي يطلقها الجنود الاسرائيليون. من جانبه أكد الدكتور علي موسى «مدير مستشفى الشهيد أبويوسف النجار» في رفح ل«الجزيرة»: أن الاسعاف تمكن بعد ذلك بصعوبة بالغة وبعد أكثر من ساعة من نقل المصابين من عائلة العجرمي وآخرين من سكان المنطقة.