لكل عضو في المجلس تجربة خاصة من خلال عضويته في المجلس اكتسب منها الكثير وخرج بآراء وافكار تعزز من مسيرته وخبرته.. في كل اسبوع نستضيف احد اعضاء المجلس نتعرف على تجربته وآرائه حول تجربة المجلس ونتيح له المجال بأن يخاطب ابناء وطنه الذي يمثلهم هو في هذا المجلس .. ضيفنا في هذا الاسبوع عضو المجلس الأستاذ إبراهيم بن سلمة: * حدثنا عن تجربتك في مجلس الشورى وبماذا خرجت منها؟ - في البداية أود أن أشكر جريدة الجزيرة لاهتمامها بما يدور داخل أروقة مجلس الشورى وأيضاً أود في هذه العجالة أن أشكركم على حرصكم على تناول مواضيع جيدة وحيوية مثل موضوع تجربة مجلس الشورى في مجلس الشورى في المملكة هذا مما يؤكد دوركم الطليعي في ارساء قواعد الإعلام المقروء الذي ظل غائباً لفترة طويلة في مسرح الأحداث في المجلس. إلا انه في الآونة الأخيرة قد بدأ في تأدية واجبه تجاه مواطنيه نأمل ان تكون هذه بداية طيبة في التوسع فيها على جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، فالمجلس يمثل جميع المواطنين ومؤسسات هذا الوطن الغالي فمن حقهم معرفة ما يجري داخل أروقته من مناقشات وتوصيات وقرارات وغيرها من حقهم إبداء آرائهم بما يرون ان يقوم به المجلس عبر الصحافة ومن خلال الأمانة العامة للمجلس ليتم ايصالها إلى ولاة الأمر حفظهم الله . وأود ان اخص بالشكر صاحب ومحرر صفحة «من قبة الشورى» بأن خصني ان أجيب عن هذه الأسئلة لعلها تكون مشاركة ناجحة إذ اننا قصدنا بها الفائدة العامة. أما عن تجربتي في مجلس الشورى فإنه لا تزال تجربتي تعتبر حديثة بالمقارنة بما يطرح من مواضيع ولعلي أكون في سنة أولى مجلس إذا صح التعبير إذ ان هموم الوطن ومواضيعه أكبر بكثير مما كنت أتوقعه ولعلي مازلت اتعلم وأستفيد من خبرات الاخوة كل في مجال تخصصه إذ ان المجلس بتشكيلته الحالية يضم كافة التخصصات المختلفة، وهي فرصة جيدة للاستفادة من تجاربهم كما انها فرصة جيدة للاستماع للرأي الآخر وهي فرصة أيضاً لتعلم أدب المناقشة وأدب الاستماع وكيفية الدفاع عن الرأي للخروج بالرأي الأصوب.. بجانب ذلك فإنها تجربة تضيف للعضو أموراً كثيرة ولعل أبرزها هي المشاركة في اتخاذ القرارات والتوصيات في المجلس لما فيه مستقبل التنمية في الوطن، فضلاً عن ذلك المشاركة في اللجان المختلفة تكسب العضو خبرات جديدة كانت غائبة عنه سابقاً، بجانب تقبله لآراء المواطنين ممن يحتك بهم المجلس لتحقيق ما يمكن تحقيقه، وكله يصب في سبيل المصلحة العامة للوطن والمواطنين. ولعل تقييم هذه الفترة يظل صعبا وسابقا لأوانه في هذه المرحلة بالذات لأنه مازلنا في مرحلة أولية للحكم على ذلك. * هل ترى ان المجلس ومكوناته حالياً تتناسب مع المرحلة الحالية أم ان هناك حاجة لتعزيز صلاحيات المجلس؟ - كما سبق القول: إن المجلس يضم في تشكيلته مختلف التخصصات في مختلف المجالات ممن لديهم دراية واسعة وخبرة كبيرة كل في مجال تخصصه، ولعل ذلك أتى ويتأتى من خلال الاختيار السليم لأعضاء مجلس الشورى كل حسب خبرته في العمل العام، لذلك فإن كثيراً من أعضاء المجلس كان لهم أدوار في دفع عجلة التنمية في الوطن وكيفما كان ذلك وأين ما كان موقعهم فإنهم الآن جاءوا لمواصلة مشوارهم في دفع التنمية في وطنهم بعقولهم من خلال مجلس الشورى. المجلس مكون من عدة لجان متخصصة وهي على التوالي اللجنة الاقتصادية ولجنة الاتصال الخارجي ولجنة.. ولجنة.. بالنظر لتلك اللجان فإننا نجد انها تشمل خبرات كبيرة في نفس مجال تخصص اللجنة مما يؤهل اللجنة المعنية اتخاذ قرارات سليمة وصحيحة في ذات المجال، واعتقد ان هذه هي الفكرة الأساسية لتكوين اللجان وذلك لمساعدة المجلس في ايضاح الأمور وايضاً مساعدته في اتخاذ القرار السليم إذ المنوط باللجان هي دراسة المواضيع التي تحال إليها وتجهيزها وتقديمها للمجلس لأخذ الرأي فيه طبعا بالتصويت. بالطبع فإن هذه الطريقة طريقة ممتازة ووضع سليم لاتخاذ أي قرارات أو توصيات، لذا فإن المجلس يمكوناته الحالية مؤهل للقيام بدوره. إلا ان عمل اللجان تعوقه عدة عوائق منها على سبيل المثال لا الحصر بطء اللجنة في عملها وبالتالي بطء اتخاذ القرار من قبل المجلس. بجانب ذلك تشعبت المواضيع التي تحال للجان مما يتطلب مجهودا اضافيا للعمل وتدخل جهات أخرى لأخذ مشورتهم، لذا فإنه في كثير من الأحيان تجد ان اعمال اللجان يعوقها التأخير. هذا جانب من جانب آخر، وباعتبار ان المجلس هو إحدى المؤسسات التشريعية الأساسية ومنوط به إجازة أي قرارات وتوصيات أو أي أنظمة ولوائحها، فإنه لابد من قراراته ان يكون لها طابع القوة والشرعية الدستورية حتى تمكنه من أداء دوره بالصورة المطلوبة، لذلك فأعتقد ان المجلس بحاجة إلى توسيع صلاحيات وعلى سبيل المثال فإن للمجلس الحق في طلب الميزانية العمومية للدولة وذلك لمناقشتها وهو أمر من صميم عمل البرلمانات في العالم، كما يحق له طلب احالة أي موضوع يطرح على الساحة السياسية والاقتصادية وغيرها يرى المجلس ضرورة أخذ الرأي فيه. * ماذا تقول لأبناء هذا الوطن وأنت منهم في هذا المجلس؟ - للاجابة على مثل هذا التساؤل لابد ان نتطرق للفئة التي يمثلها العضو وليس كافة قطاعات أبناء الوطن بشكل عام في المرحلة الأولى، في الحقيقة تمثيل طائفة أو مجموعة من أبناء الوطن في المجلس يلقي على عاتق العضو مسؤولية جسيمة وحملاً ثقيلاً تجاه مواطنيه ووطنه، على الرغم من تباين الآراء لأفراد تلك الفئة والكل يعتز برأيه «وهي عادة عربية قديمة» فإن العضو يظل يستمع لكثير من الآراء الشيء الذي يتطلب منه سعة بال ومقدرة على تحمل آراء الآخرين والاستماع للكل سواء والاجابة على كل، وكثير من الناس يعتقد سهولة عمل المجلس ولكن الحقيقة غير ذلك. كما انني اشجع في كثير من الأحيان أولئك الذين يرسلون آراءهم سواء ان كانت كتابةً أو شفاهة للمجلس واعتقد ان آراءهم مهما كانت فإنها موضع دراسة في المجلس أو في اللجنة المعنية لذا فإنني ومن هذا المنبر أناشد الجميع بارسال أي ملاحظات أو أي أفكار أو مداخلة في أي موضوع وايصاله للمجلس وسوف تكون موضع اهتمام من قبل أعضاء المجلس. لأن المجلس هو في الأساس ممثل لكافة أبناء الوطن، واعتقد ان دور الصحافة دور مهم في ابراز آراء المواطنين عبر تخصيص صفحة كاملة لكل موضوع يدرس في المجلس مستعينة بآراء اختصاصيين في مجال الموضوع قيد المناقشة في المجلس وبهذه الطريقة يكون هناك أكثر من جهة لتلقي المعلومات وبالتالي بلورة الفكرة ومن ثم التصويت عليها. هذا جانب.. الجانب الآخر وإذا جاز لي أن أوصي أحد من أبناء الوطن فإنه أوصيهم بالصبر على المجلس، فإن المجلس يجد صعوبة بالغة في دراسة كافة المواضيع لما فيها من تعقيد، وبالتالي فإنها تأخذ زمناً طويلاً حتى يتم البت فيها واصدار أي توصية أو قرار.. بالإضافة إلى تدخل المسائل المستعجلة من وقت لآخر. وأخيراً فإن العمل العام عمل أريد به وجه الله تعالى وقصد به خدمة الوطن والمواطنين لذلك فلابد ممن يودون العمل ان يتحلوا بالصبر وسعة البال لخدمة أوطانهم ومواطنيهم، وربنا يتقبل منا ومن الجميع صالح الأعمال، نحمد الله وصلى الله على سيدنا ومحمد وعلى آله وصحبه وسلم.