الحمد لله، والموت حق، وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته على آلة حدباء منقول. لقد فجعت حائل كباراً وصغاراً ووسطها الرياضي بوفاة الفقيد عبدالله العبدالرحمن الملق إثر مرض عضال لم يمهله كثيراً - رحمه الله - والصديق عبدالله من الكفاءات الروحية التي أحبت الرياضة وقام بخدمتها بالمال والوقت. رغم ان الرياضة بحائل لديها ابناء أكفاء لكنه فضّل أن يخوض غمار السير إلى الأفضل. ففي عام 1394ه تلاقينا بإحدى عواصم الدول العربية وكان يرافقه أحد أبناء الدعيع، رياضي مخضرم، وسألته - رحمه الله - أللعلاج قدمت هنا، أجابني بضحكته العسلية القلبية - رحمه الله - قائلاً لا والله أنا بصحة والحمد لله، لكن نادينا ينقصه مدرب وكلفت من قبل ادارة النادي بالتعاقد مع مدرب يتكافأ ونادينا الغالي. ومكثت معه خمسة عشر يوماً في أرقى مستويات الأخوة والأدب أعرفه جيداً شاعراً صب شعره من أجل الوطن. حين قدم على حائل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ابدع في (ابريت مهيب) شدا به الفنان الكبير سلامة العبدالله، ونال استحسان سموه والحاضرين، وحين قامت جمعية الملك عبدالعزيز بمهرجانها لصيف 1424ه، طلبت منه - رحمه الله - اوبريت - وفعلا قام بصياغة أبيات شعرية وطنية 100% وسماها (حائل بيت القصيد) أو بما معناه - رحمه الله - ويعوضه بجنات عدن ووالدي وأموات المسلمين أجمعين. ورجل مثل الصديق عبدالله الملق رحل عنا فجأة والكل يطمع بالمزيد من العطاء لكن رحمة الله فوق كل الأماني، وهنيئاً له الأفواه الضارعة لخالقها الباكية تدعو صادقة أن يعوضه جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار، كل القلوب نبضها بدقات مسموعة مستعجله، وذهول فراق ابدي لا رجعه فيه، ترك لنا هذه العاجلة واستقر بالباقية ولن يغيب عنا ابو عبدالرحمن، والذي أخطأنا لصيبه، سيخطئ غيرنا ويصيبنا، ولن يبقى على هذه المعمورة مخلوق. والموت حق والكل بسكراته ناظر، ودعاؤنا للمرحوم إن شاء الله أن يحسن عزاء ذويه ووحيده وأخواته ووالديه وكل من بكاه محباً، وعزاؤنا لكل رياضي عرف هذا الإنسان الخلوق المبدع المنتمي المخلص. و{انا لله وانا اليه راجعون}