كم يحلو للعشاق مداعبة «الأوتار» والعزف على أشعة القمر الساري.. والنجوم تبعث قبلاً طاهرة تنطبع على خدود الورود.. والنسيم العليل يحمل «الهمس» والنجوى!! في هدأة الليل.. تسري القلوب المدنفة في دنيا غريبة من الأحلام تحكي لوعة «الحب» وحرقة «الجوى» في محاولات بريئة للقاء مع الأحبة على ضفاف «الأثير» واهداء «مناديل» الحب لتصبح «تذكاراً» يفضي إليه بارق كلمات «الحنان» وأسرار «الغرام». في هدأة الليل.. تكون «أشياء» و«أشياء».. تنبعث «آهات» و«آهات».. في هدأة الليل.. تجد البسمة والدموع.. وأفئدة تتراقص وشفاها تذبل ورموشاً تنام.. والمراكب «الشاعرية» تنشر أشرعتها، إلا قلب «الشاعر» المسكين الذي يعيش في ترقب وحذر وإنصات دائم بألف «أذن!! وألف عين ترتسم في الفضاء.. وهو يردد في حرقة وألم.. أنا نديم الليل.. «يا هدأة الليل»!! نظرة هذه «النظرة» موزعة إلى قسمين: أولا هما مشفوعة بالآسى والحسرة على أولئك «الناس» الذين يستطيعون «الصبر» على رؤية غيرهم وهو يسير في طريق مغاير لهم من الفضيلة و«التفتح» على دنيا «السمو» والصلاح فلا هم حاولوا تقويم أنفسهم بانتشالها من الانحدار المخيف ولا هم تركوا «الناس» في طريقهم يسيرون.. فابتسامة.. أما النظرة الأخرى فهي مقرونة بابتسامة اعجاب وفرحة.. لأولئك «الشباب» الذين جعلوا «الكتاب» رفيق درب يطلون من خلاله على العلم بحثاً عن «النور» فهم بذرة الخير التي ينتظر لها الخير.. أولئك الشباب الذين يحولون وقتهم إلى طاقة والطاقة إلى «نتاج».. ويحولون ساعاتهم إلى «فيتامينات» فكرية ان صح التعبير - يغذون بها عقولهم ويأخذون الشيء من مصادره فهم في رحلة دائمة يجوبون أنحاء المعمورة!! فسلام.. وما أجمل السلام والهدوء والطمأنينة.. فهي أول مراحل البناء من ناحية.. وهو السلام لغة تتخاطب بها القلوب.. يلقيه أحدنا على أخيه فيكسب وده ويحظى بثقته واحترامه.. وحبذا لو أهديناه في كل لحظة وبعثناه مع كل نسمة لتتصافح الأفئدة ويعم الخير ويكون العطاء فتعمر الدنيا بسلام من أجل السلام!! فكلام.. «شقي حائر بالوهم يا بؤسي ويا ألمي.. غريب عن صباباتي وعن نفسي وعن حلمي.. أيذكرني.. أينساني.. تهاويل سرت بدمي.. يحيرني.. وتهديني.. ولا قلب ولا أمل.. كأحلام الصبا يمضي وينسى أن يودعني.. وأيقظني على وهم فأشقاني وروعني.. يشتتني مع الذكرى ويأبى أن يجمعني.. فكيف تطيب لي الدنيا.. ولا قلب ولا أمل. فموعد.. لم ألتق بك.. لكنني أحسست منذ حين أنك هناك في «الجزيرة» الخضراء تعيش على أمل.. وأني لمبحر إليك فوق الزورق.. «الفضي» بقوة ملؤها الإصرار على أن نكون كما أردنا - حباً وحناناً - وكلمات دافئة تذيب «الثلج» وتطرد الصقيع ويعطر شذاها أفياء الروض الزاهر، فإلى اللقاء (.....). فلقاء.. وبصوت مرتعش النبرات همست إليه.. أحبك.. وانهمرت الدموع و«تعطلت لغة الكلام» وساد الصمت لحظات كلها نظرات متبادلة تترجم الخوف والاشفاق!! واهتزت شفتاها بكلمة تقطعت أحرفها وانسابت رويداً رويداً إلى قلبة الظامئ وحاول أن يقول ولكن.. فالحب في قلبه واللوعة في فؤاده والدمع في عينيه وحاول ولم يستطع يريد ولا يريد.. وارتد إلى الخلف بعد عراك شديد رقيق بينه وبين قلبه.. ولم يبق له إلا تلك الكلمة وأثر يديها على كتفه تعبق بالذكرى.. وعندما وصل إلى منزله أسلم نفسه لبكاء مرير مليء بالآهات والتنهدات الحرة ولكن!! أحمد بن عبدالله السعد