ايمانا منا بدور الصحافة في نقل الحقائق ووصف الواقع امام صناع القرار في كافة المرافق والخدمات الحكومية ذات الصلة بمصالح المواطنين وعندما نكتب عن مواضيع تمس حياة المواطن وحاجاته ووصف معاناته وآلامه فهذا من منطلق الترابط الاخوي والحس الوطني. والموضوع الذي سأطرحه هو من المواضيع الهامة والحساسة اشغل بال الكثير منها وتحديدا اولياء امور الطلاب والطالبات فيما يتعلق بمصير ومستقبل أبنائهم وبناتهم التعليمي والوظيفي وهو موضع القبول والتسجيل في الجامعات والكليات وهي من المشاكل المزمنة والمحزنة والتي لم تجد حلا ناجعا من قبل الجهات المعنية عنها واصبحت الحلول التي تطرح ويسنها بعض المسؤولين، هي من مسببات المشكلة المزمنة وتفاقمها بل ان التحكم بمصير ومستقبل شباب وشابات المستقبل بأيدي مجموعة من المسؤولين أو الموظفين الذين اوكل اليهم وضع العراقيل وسن القوانين التي تحد من نسبة القبول والتسجيل، وتعد معاناة هذا العام بالذات والتي لا تنسى وستبقى في ذاكرة الآباء والامهات بما سببته تصريحات المسؤولين عن القبول والتسجيل من معاناة نفسية ومعنوية جراء شروط القبول التي كانت موضع الاستغراب من المجتمع كله عندما حصر القبول على نسبة 80% فما فوق فمرت الاجازة الصيفية دون ان يتذوق اولياء الامور لذة الاستمتاع بها أو الاستجمام من معاناة العمل ومشاكل الحياة وكان حجة هواة التصايح الذين يزفون الاخبار المزعجة ويحددون نسبة القبول ويضعون العراقيل هو عدم توفر المقاعد فعاش اولياء الامور تلك الليالي والايام هما وغما لا يعمله الا الله فالكل يتساءل أين يلحق ابنه أو ابنته؟ فرسوم الكليات الاهلية تصعق القلوب قبل الجيوب فتكلفة عام دراسي واحد تحتاج الى رصيد هائل وميزانية عالية. ثلاثون الف ريال فمن اين يوفرها صاحب الدخل المتوسط أو من لا دخل له؟ واما ارسالهم الى دول الجوار فهو اشد مرارة واكثر معاناة غربة وضيق يد. أليست معاناة حقيقية يا مسئولي التعليم العالي، الا يؤكد غياب عنصر التخطيط والدراسة على الرغم من توفر ادواته الا يؤكد ان عملية القبول والتسجيل وسن الانظمة التي تحد وتقلل تتم بقرارات ارتجالية وعشوائية وحتى لا اكون متجنيا أو متهما هؤلاء وسوف اثبت قولي ببرهان واضح، فالمؤتمر الصحفي الذي عقده معالي وزير التعليم العالي ونشرته الجزيرة بعددها الصادر «11291» في 30/6/1424ه اكد ان عدد المقاعد في الجامعات والكليات يفوق عدد الخريجين كما زف بشرى سارة لخريجي الثانوية هذا العام بقبول جميع المتقدمين للالتحاق بجامعات المملكة. كما اشار د. محمد الصالح الأمين العام لمجلس التعليم العالي في تصريح نشر بعدد الجزيرة «11302» في 11/7/1424ه ان مؤسسات التعليم تفتح أبوابها لقبول خريجي الثانوية من اصحاب المعدلات المتدنية. فكيف يدعي مديرو الجامعات وعمداء الكليات والمسؤولون عن القبول والتسجيل ان الطاقة الاستيعابية لخريجي الثانوية العامة محدودة جداً وانها لا يمكن توفير مقاعد دراسة لاصحاب المعدلات الأقل من 80% في الوقت الذي يصرح وزير التعليم العالي وعلى الملأ ان المقاعد المتوفرة تفوق عدد الخريجيين. اذاً ما السر وراء وضع العراقيل في منع ابناء الوطن من حقهم بمواصلة دراستهم الجامعية؟ الا يعلم مسئولو التعليم العالي ان بقاء أبنائنا الطلاب بدون دراسة ولا عمل في هذه المرحلة العمرية الخطرة سوف يكون له آثار سلبية لذا نطالب المسؤولين عن التعليم الجامعي بنين وبنات ان يكرسوا جهدهم ويسخروا خبراتهم ويستفيدوا من مؤهلاتهم في وضع الحلول التي تكفل لكل طالب وطالبة بمقعد جامعي. ناصر بن عبدالعزيز الرابح