فرض قادة الانقلاب في غينيا بيساو بغرب افريقيا حظراً للتجول في شوارع العاصمة عقب الإطاحة بحكم الرئيس كومبا يالا بعد اتهامه بمحاولة تقويض الدستور.. كما قام الجيش بتسيير دوريات في شوارع بيساو. وذكر راديو لندن ان المدينة ظلت هادئة.. وان الجيش وعد بأن تكون جميع المؤسسات السياسية في غينيا بيساو جزءا من الحكومة المؤقتة لإعادة الديمقراطية. وأوضح الراديو ان تلك المؤسسات قد اتهمت الرئيس المنتخب كومبايالا بتجاهل الدستور، وانتهاك القوانين الانتخابية لذلك تم اعتقاله الا انه سيتم إطلاق سراحه لاحقا وسيتمكن من الاختيار بين البقاء في البلاد أو مغادرتها. وأشار الراديو إلى ان كومبايالا كان قد حل البرلمان في نوفمبر من العام الماضى ووعد بإجراء الانتخابات التي تم تأجيلها أربع مرات وان الانقلاب العسكري وقع بعد يوم واحد فقط من الإعلان مجدداً عن تأجيل موعد إجراء الانتخابات. وكان متحدث عسكري قد أعلن نبأ الانقلاب الذي تزعمه قائد الجيش الجنرال فريسيمو كوريا سيبيرا والذي نصب نفسه رئيساً للبلاد إلى ان يتم إجراء الانتخابات وقال ان الجيش يريد إعادة الديمقراطيه إلى غينيا بيساو. وقال الراديو ان غينيا بيساو تعتبر من الدول الأكثر فقرا في العالم ولم تسترد عافيتها حتى الآن من الحرب التي مزقت أوصالها في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، كما ان اقتصاد البلاد في حالة يرثى لها حيث لم تدفع رواتب موظفي القطاع العام منذ عدة أشهر. وأشار الراديو إلى ان الأمين العام للأمم المتحدة كان قد نبه سابقا إلى ان اقتصاد غينيا بيساو يتراجع باستمرار، كما عبرت منظمة دول غرب افريقيا عن قلقها من اعتقال رموز المعارضة وتعرضهم للملاحقات وانتقدت غياب حرية التعبير في البلاد. من جهة أخرى وصل إلى غينيا بيساو أمس الاثنين وزراء خارجية خمس دول من غرب افريقيا لإجراء محادثات مع الجنرال فيرسيمو كوريا سيبرا الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد بعد الاطاحة بالرئيس كومبا يالا . وقال مسؤول اقليمي ان الوزراء يأملون أيضا بلقاء يالا الموجود في مقر قيادة الجيش مع رئيس الوزراء ماريو بيريس منذ بدء الانقلاب. وأدان الزعماء الأفارقة الانقلاب وهو ثالث محاولة للإطاحة بيالا منذ وصوله للسلطة في عام 2000 ولكن الرئيس الموزامبيقي جواكيم تشيسانو انتقد أيضا الرئيس لعدم معالجته الاقتصاد المتعثر وعدم تشجيع الديمقراطية. وغينيا بيساو وهي مستعمرة برتغالية سابقة من أفقر دول العالم حيث يبلغ متوسط دخل الفرد فيها 170 دولارا في العام . وقال سيبرا ان بوسع يالا البقاء في البلاد أو الذهاب إلى المنفى. وأضاف سيبرا انه على عكس تمرد الجيش الذي وقع في عام 1998 والذي أسفر عن سقوط مئات القتلى تم انقلاب أمس الأول دون إطلاق رصاصة واحدة. وساد الهدوء مدينة بيساو مع سريان حظر تجول من الغروب وحتى الفجر وقيام الجنود بدوريات في شوارع المدينة. وأنشأ الجيش لجنة عسكرية لإعادة الديمقراطية ولكنه لم يحدد موعدا لإجراء انتخابات. وقال سيبرا ان «مدنياً موثوقاً به» سيرأس الحكومة المؤقتة ووعد بشرح أسباب الانقلاب للمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الافريقي. ووصل يالا وهو أستاذ فلسفة سابق إلى السلطة في عام 2000 بعد انتخابات استهدفت انهاء اضطرابات مزمنة بعد التمرد الذي وقع في عام 1998 . ونجا يالا من محاولتي انقلاب وقام بتغيير حكومته عدة مرات. وتوترت العلاقات بين يالا والجيش والبرلمان منذ عزله أول رئيس وزراء له في نهاية عام 2001 .