المجتمع السعودي مجتمع لا يعرف مناظر القتل والدماء... مجتمع أمن وأمان، عندما نشاهد الحروب والكوارث في العالم على شاشات التلفاز وصفحات الصحف تذرف عيوننا دماً وتعتصر قلوبنا أسى ونقدم المساعدات والتبرعات للضحايا والفقراء في كل مكان، فكيف ظهرت بيننا هذه الشرذمة التي ترهب الآمنين، هذه العصابات المعتوهة التي تملك المتفجرات والقنابل والصواريخ؟. الحقيقة أن المجتمع السعودي المسلم المتدين ليس مستغرباً أن تظهر فيه أفراد شاذة عن جادة الحق كأي مجتمع في العالم فالتطرف موجود في أفغانستان.. وظهر في مصر.. وأعمال إرهابية في إندونيسيا... وكثير من الدول، كذلك يوجد في جميع الديانات والطوائف. الإرهاب مرض يسري في المجتمع كأي مرض اجتماعي كالمخدرات والسرقات والجنايات والعصابات.. وغيرها، وتسعى جميع المجتمعات لمواجهتها. إن انتشار النزعات الارهابية يهدد بتقويض أبنية المجتمع المدني، لذا كان من الضروري السعي لمعالجته واستئصال المرض في بداياته، ومن طرق العلاج: - الشفافية في حل التعثرات السياسية والتي تمكننا من التعاون والمساعدة في القضاء على الإرهاب، وأن نشخص مشاكلنا بكل ما في التشخيص من صراحة. - زيادة عدد المستشفيات والمصانع والمعامل والجامعات التي تشغل الأيادي العاملة العاطلة، لتصبح حجر عثرة في طريق المطامع الإرهابية، وسيدي سمو ولي العهد - حفظه الله - حريص كل الحرص على محاربة الفقر في مجتمعنا. - توجيه تبرعات الجمعيات للداخل، فهنا أبناء من وطننا محتاجون وبيننا فقراء، (الأقربون أولى المعروف). - افتقاد بعض الشباب للقدوة الصالحة مما يجعلهم فريسة سهلة أمام من يريد أن يحركهم كحجر شطرنج.. لذا على علماء الدين والمثقفين وأساتذة الجامعات التحدث مع الشباب بلغة مفهومة عصرية وإعطاء الشباب أمثلة على التسامح والتواضع وحب الوطن والتضحية له. فمهمة سلامة حياة المجتمع وأمنه ليست مقصورة على رجل الأمن لوحده إنها مسؤولية الجميع، وكان من الواجب توجيه الخطاب الثقافي والديني وتذكير الناس بالأخلاق الإسلامية المستمدة من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم. - إصدار تقارير لمكافحة الإرهاب وإطلاع الشعوب العربية والغربية عليها التي تظهر جديتنا لاقتلاع جذور الارهاب التي تسعى لزعزعة مكانتنا العالمية.