يتوجب علينا في هذه الأيام أن نوضح أمورا قد تخفى على البعض مع تمسكنا بديننا ومنهجنا وكتابنا وسنة نبينا، فالشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان وإنما يختلف الفهم من مجتمع لآخر، والآن وقد أصابت المجتمعات مصائب لم تعرف في المجتمعات القديمة، فأصبحت الأرض وكأنها مدينة متباعدة الأطراف تعج بمن هب ودب، وانتشرت الآفات من مخدرات إلى عصابات إجرام امتهنت الإرهاب وترويع الآمنين أو استغلت عواطف الناس لجشع أو مرض أصاب النفوس، فأصبح الجميع يدعي الضعف والعجز والمرض ليستغل المجتمع متربحا حراما لا يبالي وهو في الحقيقة يأخذ حلالا ليصرفه في حرام أو يمتهن التسول مهنة، فكان من الواجب تسليط الضوء على هذه الآفة التي انتشرت في مجتمعاتنا بشكل ملفت، خصوصا أن ديننا ينهانا عن نهر المتسول، فيستغل ذلك ضعاف النفوس من عصابات المخدرات والإجرام والإرهاب والتسول. فكم سمعنا ورأينا من أحداث في هذا الخصوص، منظمات إرهابية تجمع المال من المسلمين لتمويل عملياتهم الإرهابية، أو متسول امتهن التسول, حتى أصبح من الأغنياء، أو مدمن أصبح التسول أسهل طريقة للحصول على المخدرات، ناهيك عن عصابات التسول المنظمة التي تضخ آلاف المتسولين لاستدرار عطف الناس وتدينهم من غير خشية ولا دين. لذا وجب علينا أن نحذر أشد الحذر من هذه الظاهرة، ويجب ألا نغذيها ولا نشجعها حفاظا على مجتمعاتنا من هذه الآفة، خصوصا أن هناك جمعيات خيرية تعتني بالفقراء والمحتاجين والمقطوعين حقا، وذلك بدراسة حالتهم المادية لتذهب الأموال حقا إلى مستحقيها. وهذا ما يجب على المؤمن أن يكون كيسا فطنا، يخرج ماله إلى مستحقيه، كما أوجبه الشارع وحبب إليه. لذا يجب على كل فرد في هذا المجتمع أن يكون فعالا في محاربة هذه الآفة، وذلك بالبحث عن الفقراء المستحقين وإعطائهم حقوقهم بدل أن يتكاسل عن البحث ويتقاعس عن أداء الواجب. وبذلك يخرج من مال الله فيما يرضي الله مع عدم مخالفتنا لديننا ومعتقداتنا وكتابنا الذي حثنا على حسن التعامل ومكارم الأخلاق والنصيحة، مصدقين بقوله تعالى ( وأما السائل فلا تنهر).