ذكرت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية امس الاثنين ان حكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي بدأت مفاوضات مع قياديين لحركة طالبان في العديد من مناطق ولاية زابول التي تشهد اضطرابات في جنوب شرق البلاد. وقالت الوكالة الخاصة التي تتخذ من باكستان مقرا لها ان مسؤولا حكوميا يدعى عبد الرحمن هوتاك يجري المفاوضات بتفويض من محافظ الولاية. ونقلت الوكالة عن هوتاك قوله «بدأنا المفاوضات لان حكومة كرزاي تؤمن بحل المشاكل من خلال الحوار السلمي». وقال هوتاك انه زار اخيرا منطقة اتغار في زابول التي شهدت مؤخرا اشتباكات، لبدء اتصالات مع مسؤولي طالبان. ووصف هوتاك المحادثات بأنها «ايجابية». وقال ان افراد طالبان في اتغار وعدوا بأن «لا يقوموا بأي خطوة ضد الحكومة في حال نجاح الحوار». واضاف ان افراد «طالبان يطالبون بضمانات بعدم تعرضهم لأذى ويسعون كذلك للحصول على تطمينات بان قوات التحالف لن تقوم بمضايقتهم». واوضح هوتاك ان مفاوضات مماثلة لتلك التي تهدف الى التوصل الى تسوية سلمية في زابول، تجري في مناطق اخرى هي شينكاي وسيوري ونوباهار. وأكد رئيس الامن في زابول النبأ، وقال «نريد انهاء القتال في زابول حتى يستطيع الناس العيش في سلام». وقال خليل الله انه سيطلب من طالبان اسقاط فتوى تدعو الى الجهاد، مؤكدا ان القوات الحكومية مستعدة لتقديم طلب بالعفو منهم اذا وافقوا على هذا الطلب. وذكرت الوكالة ان مليشيا طالبان جندت عددا كبيرا من المقاتلين من هذه الولاية. واضافت ان حكومة كرزاي يمكن ان تقوم بمبادرات مماثلة في ولايات اخرى في حال نجاح المفاوضات فيها. وتعتقد السلطات الافغانية ان حوالي 300 من افراد طالبان يعيدون تجميع قواهم في الجبال في زابول وارزغان المجاورة مسقط رأس زعيم طالبان الهارب الملا محمد عمر، وقتل في المنطقة اكثر من ثمانين من افراد طالبان خلال اسبوع من القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي طالبان، حسبما اعلنت الحكومة. من جهة اخرى اقتربت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة من ميليشيات تابعة لحركة طالبان يشك أنهم محاصرون من قبل القوات المتقدمة في منطقة جبلية شرقي أفغانستان. وأعلن الميجور جنرال سيف الله نائب القائد الافغاني في العملية بمنطقة داي شوبان في إقليم زابول أن الوحدات الأمريكية والافغانية المتقدمة من جانبي كوتال ماري ودوزي من نطاق العملية تحصر مقاتلي طالبان في المنتصف. وقال سيف الله ان مقاتلي طالبان يمكن أن تلحق بهم الهزيمة مع حلول المساء، وأضاف «إذا استمر تقدمنا البري بالمعدل الذي كان عليه في الصباح الباكر فإننا نأمل أن نسيطر على المنطقة المحاصرة في المساء». ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن سيف الله قوله «لم نواجه أي مقاومة حتى الآن، وسوف نبحث عن العدو وراء كل شجرة ووراء كل صخرة». وكان سيف الله يتحدث مع الوكالة من منطقة العمليات عن طريق الهاتف المتصل بالاقمار الصناعية وكانت الطائرات الأمريكية تقوم بطلعات طيران في المنطقة ولكنها لم تبدأ القصف. ويشارك نحو 600 جندي أفغاني تقودهم وحدة مكونة من حوالي 70 جنديا أمريكيا من القوات الخاصة في العملية البرية لدحر ميليشيات طالبان التي هزمت في الحرب الأمريكية ضد الارهاب في أفغانستان في كانون الاول «ديسمبر» 2001. وقال سيف الله إن قافلة من التعزيزات الافغانية في طريقها من قندهار وقوات التحالف سوف يرتفع عددها إلى 2001 جندي. وقال الجيش الامريكي إن اثنين من الجنود الامريكيين قُتلا يوم الاحد في قتال مع المقاتلين التابعين لطالبان شمال غرب شيكن في أقليم باكتيا الافغاني. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها إن الجنديين كانا ضمن ثلاثة جنود أصيبوا في القتال، ومازال جندي واحد في حالة مستقرة في المستشفى. وقالت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان الطائرات الأمريكية قصفت متمردي طالبان المحاصرين في منطقة داي شوبان بإقليم زابول مساء يوم السبت وقتلت 25 على الاقل من قوات طالبان. وكانت فترة الاسبوعين الماضيين أكثر الفترات دموية منذ سقوط نظام طالبان، فقد قُتل أكثر من 200 شخص وأصيب 50 آخرون في أحداث عنف في جنوب وجنوب شرق أفغانستان.