منذ زمن ليس بالبعيد لم يدر بخلد احد منا أن يحمل في جيبه هاتفاً يتنقل به في كل مكان ولكنه التقدم العلمي الذي اصبح يطالعنا كل يوم باختراع جديد. وهذه النعمة العظيمة التي انعم بها الله علينا لها من الفوائد الشيء الكثير التي لا حصر لها، فكم من غائب امكننا الاطمئنان عليه وكم من مسافر او منقطع أُسعف بفضل الله ثم بفضل هذا الجهاز.. وما يهمني هنا هو حال البعض مع هذا الجهاز الذين جعلوا منه شغلهم الشاغل، فإليكم ايها القراء الاعزاء ملاحظات حول تصرفات البعض، صنف من الناس تجده اذا جلس بمجلس لم يكد يترك جهازه وهو ينظر اليه وكأنه يريد شراءه فهو يقلبه يمنة ويسرة ويتصل بهذا وينتظر مكالمة من ذاك ويغير في نغماته او يلعب ببعض الالعاب المصممة بداخله ولا يعير من هم جالسون حوله اهتماما ولا يبادلهم الحديث، وكذا لو كان في اي مكان مثل صالون الحلاقة او في مكتب عقار او بانتظار دوره ان كان مراجعاً لدائرة حكومية. وصنف آخر اهتمامه اكثر من ذلك فهو اليوم يحمل جوالاً لونه احمر وغداً لونه اصفر وبعده لونه اخضر وتجد في سيارته وفي منزله بل في درج مكتبه لا بأس به من الاوجه ذات الألوان والاشكال المميزة بل ربما تعدى اهتماماته الى التنسيق بين لون الجوال والجزمة «اكرمكم الله» او لون الجاكيت مثلا او لون الملابس الاخرى فماذا ترك هؤلاء للنساء يا ترى؟ وصنف آخر تجده لا يستقر على نوع من هذه الاجهزة فكل يوم تراه يحمل جهازاً جديداً، فبالامس نوكيا واليوم سامسونج وغداً موتورلا.. وهلم جرا، ويتابع الموضة فإذا سمع عن نوع جديد سارع بشرائه ولو اضطر للاستدانة او التضييق على نفسه وكل ذلك حتى يكون اول من سبق الى شرائه بين زملائه ومعارفه. والمستفيد الاول والاخير هم اصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع واستبدال الجوالات الذين تزداد اعداد محلاتهم يوميا وبشكل ملحوظ وذلك نظرا للمكاسب التي يجنونها من امثال هؤلاء.. كما انه يقضي الكثير والكثير من وقته في تعلم كل صغيرة وكبيرة عن جهازه الجديد دون فائدة وتجده دائم الحديث عن مميزاته وسلبياته. وصنف آخر بالغ في استخدام الجوال الى درجة كبيرة فالفاتورة تفوق نصف راتبه او قد تصل الى مستوى راتبه او اكثر! وفيمَ ذلك؟ لا لشيء سوى انه كثير الكلام بموجب ودونه. ولو نظرنا في فاتورته لوجدنا ان المهم فيها من المكالمات لا يتجاوز العشر. فأقول لكل من جعل من جواله شغله الشاغل او من صرف عليه المال في استبداله دون سبب اتق الله في نفسك فهذه النعمة ستسأل عنها فالوقت المهدر انت محاسب عليه ومالك المسرف على غير فائدة ستندم عليه في الدنيا والآخرة فهناك من اوجه الخير ماهو اولى بصرفه فيه ولو على اسرتك. وبالمناسبة اعرف شخصاً اوصاني ذات مرة بسداد فاتورته التي بلغت حوالي 5000 ريال وهو بالمناسبة مواظف عادي دخله لا يتجاوز 7000 ريال وليس له اي دخل آخر. فهل يا ترى انه من العقل والحكمة ان يصرف على جواله 5000 وعلى اسرته 2000 ريال؟ فيا للعجب ألا نحمد الله على نعمته فوالله ان هناك من لا يجد في السنة 5000 ريال فكيف بمن يصرفها على فاتورته، وتصوروا ان مجموع ما يصرفه في السنة يعادل 3000 ريال تقريبا.. حقيقة نحن بحاجة الى وعي كبير في هذا الجانب فهل هناك من مرشد. حسن سالم الفيفي *** المراكز الصحية تنتظر الاهتمام امتداداً لما نشر في هذه الصفحة من مقالات تناقش الأوضاع الصحية في بلادنا الغالية، حيث إنك تلاحظ أن وزارة الصحة ما زالت تعاني في تحقيق أهداف الدولة في هذا المجال، فمن الملحوظات على القطاع الصحي في محافظة الأسياح التي تشمل العديد من المدن من الناحية السكانية والعمرانية بالإضافة إلى ما يتبعها من القرى والهجر والمزارع، أن مراكز الرعاية الأولية إمكاناتها ضعيفة ومبانيها مستأجرة فلا تصلح مراكز طبية تليق بوزارة الصحة، ومن هذه المراكز (التنومة حنيظل - أبا الورود) فمبانيها قديمة ومستهلكة لها أكثر من (25) سنة مستأجرة لم يطلها التطوير فلو استبدلتها الصحة فلن يسكنها أصحابها لقدمها ووضع تلك المراكز يظهر ضعفاً واضحاً في الإمكانات وقلة الأدوية والمستلزمات الطبية وعدم وجود أطباء (نساء وأسنان) في هذه المراكز. ما تحتاجه هذه المراكز لكي تقدم خدمات صحية أفضل للمواطنين: 1- استقطاب أهل الخير من رجال المال والأعمال ودعوتهم للمساهمة في تطوير هذه المراكز. 2- استئجار مبان تليق بإمكانية وزارة الصحة أو إنشاء مبان حكومية لهذه المراكز. 3- تأمين طبيبة نساء في كل مركز لتمكين النساء من مراجعتها. 4- تأمين طبيب أسنان في كل مركز أو تكليف طبيب أسنان مركز الخصيبة يداوم في مركز التنومة يومين في الأسبوع ويوماً واحداً في مركز البرود كما هو متبع مع الأطباء أثناء إجازاتهم بين المراكز، وهذا يخفف عن المواطنين معاناتهم أثناء تنقلهم إلى المراكز التي يتوفر فيها طبيب أسنان ويقلل الزحام على هذه المراكز وبعضهم لا يتمكن من مراجعة المراكز المجاورة لعدم وجود وسيلة تنقله وتكليف طبيب أسنان مركز أبا الورود يداوم في مركز حنيظل يوماً واحداً في الأسبوع. 5- تأمين سيارات إسعاف جديدة لهذه المراكز لكثرة أعطالها وتوقفها باستمرار. أهالي التنومة تبرعوا منذ حوالي (10) سنوات بمبلغ من المال لتأمين مختبر، إشاعة، جهاز أسنان. 6- نرجو من وزارة الصحة الرد على طلبات المواطنين التي تدعو إلى تطوير هذه المراكز. ويأمل المواطنون في هذه المدن من وزارة الصحة أن يقوم مسؤولو الوزارة بجولات تفقدية مفاجئة للاطلاع على أوضاع هذه المراكز لأن سكان هذه المدن في الذمة، حيث إن سكانها دعامة للاقتصاد الزراعي والحيواني ويجب على الوزارة دعم وتشجيع ومتابعة هذه المراكز ولا ينظر إلى التقارير التي تخدم أصحاب المصالح الشخصية على حساب المواطنين. وكذلك أتمنى أن يدرس مجلس منطقة القصيم أوضاع هذه المراكز، حيث تحظى هذه المراكز بتوجيه وعناية أمير منطقة القصيم - حفظه الله - لتطويرها. فهد محمد المطيري/ الأسياح