الانجازات لا تقاس بالسنين وعدد العقود.. وإنما تقاس بحجمها ونتاجها وآثارها الايجابية.. على الوطن والمواطن.. وهذه حقيقة يعيشها كل من يزور «مركز جدة للأورام» بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة ويتعرف عليه عن قرب وعن امكانياته وتجهيزاته وما يقدمه من خدمات طبية متميزة وعلى أعلى مستوى ليس لأبناء الوطن فحسب ولكن للعديد من أبناء الدول المجاورة.. ومما يثلج الصدر ويملأ النفس سروراً أن هذا الصرح الطبي الشامخ لا يتجاوز عمره العشر سنوات. وهذه فترة وجيزة في عمر الزمن ولذلك فإن التقييم غير ممكن في ظل الكم والكيف الكبير من الانجازات والخدمات التي يقدمها هذا المركز المتخصص في علاج الأورام سواء للوطن أو للمواطن. ويعد المركز انجازاً مهماً وخطوة هزمت اليأس في قلوب المرضى وبعثت لهم الأمل في الشفاء بإذن الله. ولكي نعرف أكثر وأكثر عن هذا المركز نشأته وامكانياته وتجهيزاته وما يقدمه من خدمات ورعاية لمراجعيه وعن الأورام وأنواعها وتشخيصها وطرق علاجها.. كان لنا حوار اتسم بالواقعية بعيدا ًعن المبالغة بأحد الرموز الطبية البارزة.. هذا الرجل الذي لم يبلغ درجات النجاح بالمفهوم العام ولكنه مارس التجربة بفكر حضاري مستنير فيه رؤى لما يمكن أن يكون عليه المستقبل.. إنه الدكتور غازي الحربي رئيس قسم الأورام ومدير مركز الأورام بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الذي تحدث عن المركز من جميع جوانبه. فهو من الكوادر الوطنية المتميزة التي تلقت تعليمها الجامعي داخل المملكة وتحديداً في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ومن ثم عزز قدراته العلمية من خارج المملكة بحصوله على دبلوم طب الأطفال من جامعة أدنبرة باسكوتلندا ودكتوراه في نفس التخصص من جامعة هايدلبرج بألمانيا ليتوج ذلك كله بزمالة تخصص دقيق في أمراض الدم والأورام عند الأطفال.. هذا إلى جانب عضوية الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام والجمعية الأوروبية لأمراض الدم والجمعية العالمية للأورام عند الأطفال. كما أن ضيفنا الكريم شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية على مستوى العالم.. فإلى تفاصيل الحوار.. المنطقة الغربية والرعاية المتخصصة * متى تم تأسيس مركز جدة للأورام؟ وما الهدف من إنشائه؟ أنشئ مركز جدة للأورام في عام 1413ه الموافق 1993م.. أي منذ عشر سنوات وقد تم انشاؤه بواسطة جمعية أصدقاء المرضى وبدعم خاص من الشيخ سالم بن محفوظ وكان الهدف الأسمى لانشائه هو تقديم الرعاية الصحية المتخصصة لأبناء المنطقة الغربية.. ويستقبل المركز المرضى من كافة أنحاء المملكة إلى جانب بعض الحالات من بعض الدول المجاورة لتلقي العلاج.. ويعتبر مركز جدة للأورام المركز الوحيد في تخصصه التابع لوزارة الصحة. * وماذا عن تجهيزات المركز وامكانياته التي وصل إليها بعد عشرات السنوات من انشائه؟ تجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية الموجودة على مستوى العالم لتشخيص الأورام، ويوجد معمل متكامل للتحاليل الطبية الدقيقة. ويوجد بالمركز الجاما كاميرا وكافة أنواع التشخيص بالمواد المشعة ويتميز المركز بتوفير كافة أنواع العلاج الخاصة بالأورام ومنها: 1 العلاج الكيميائي. 2 العلاج الاشعاعي «أي بالجهاز». 3 العلاج بالمواد المشعة. * هل يمكن القاء الضوء على الكفاءات الطبية في المركز؟ يوجد بالمركز عدد 15 طبيباً من أكفأ الأطباء المتخصصين في مجال الأورام.. ونحن نخطط في العام القادم لكي يزداد عدد الأطباء إلى 25 طبيباً وذلك نظرآً للإقبال الشديد على المركز من كافة أنحاء المملكة ومن الدول المجاورة. كما يوجد بالمركز قسم خاص للسجلات الطبية به كافة التجهيزات اللازمة لأداء العمل على أكمل وجه. * حدثنا عن انجازات المركز في مجال العمليات الجراحية؟ حقق المركز انجازات خلال العشر سنوات الماضية من أهمها المساهمة في اجراء أول عملية زراعة نخاع في المنطقة الغربية وذلك مع مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة.. استقبال لكافة المرضى المحولين إليه في المنطقة الغربية أو من أنحاء المملكة أو من الدول المجاورة وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم وعلي أكمل وجه. يستقبل المركز على مدار العام ما بين 000 ،8 إلى 000 ،10 مراجع.. فيما يستقبل في الشهر الواحد ما بين 700 إلى 800 مراجع.. اضافة إلى أنه يقوم بعمل أكثر من 500 جلسة علاج كيميائي شهرياً، إن النجاح الذي قدمه المركز يعود إلى توفير الدولة أعزها الله لكافة وسائل العلاج وأحدث الأجهزة.. وهناك دعم مباشر من معالي وزير الصحة السابق البروفيسور أسامة شبكشي الذي كان حريصاً على زيارة المركز مرتين على الأقل كل عام.. كما ان وزير الصحة الحالي الدكتور حمد المانع.. كان أول ما فعله بعد تعيينه وزيراً للصحة زيارة المركز والوقوف على سير العمل فيه.. * ماذا عن الأورام وأنواعها ونسبة الشفاء منها وتكلفة علاجها؟ قبل أكثر من أربعة عقود كن جل مرضى الأورام يلاقون حتفهم حيث إن نسبة النجاة من هذا المرض كانت ضئيلة جداً ومن ثم شهد العالم طفرة في مجال الدواء والرعاية الصحية المتقدمة.. ورغم أن الأورام متشابهة في معظمها على مستوى العالم من حيث النوع والنسبة إلا أننا وفيما يختص بالمملكة ومن واقع احصائيات المركز الوطني لسجل الأورام نجد أن أهم الأورام حدوثاً وشيوعاً تنحصر في الكبد والثدي والقولون واللوكيميا «سرطان الدم» واللومفوما «سرطان العقد الليمفاوية» وحيث إن الأورام تختلف في درجة انتشارها وأنواعها بين الكبار والصغار فإن أورام الكبار أكثر انتشاراً وشيوعاً وأهمها. أورام الكبد الثدي العقد الليمفاوية والدم.. أما أورام الصغار فنسبتها لا تتجاوز ال «20%» وأكثرها شيوعاً بين الأطفال هي: اللوكيميا «سرطان الدم». واللومفوما «العقد الليمفاوية». وأورام المخ والأعصاب. * كم بلغت نسبة شفاء مرضى السرطان؟ نحمد الله أن نسبة الشفاء بالنسبة للأطفال تصل إلى 90% وعند الكبار إلى 50%.. نتيجة التطور الهائل الذي حدث في مجال الأبحاث والتجهيزات المتطورة لعلاج مرض السرطان.. إلى جانب أن عمليات زراعة النخاع أصبحت تجرى في المملكة ونسبة نجاحها مرتفعة جداً ولله الحمد.