في أحد شوارع الرياض رأيت جمعاً من الناس وحولهم سيارات النجدة فدفعني الفضول إلى أن أهرع مسرعاً لأرى ما سر هذا الجمع، فلما وصلت هالني أن رأيت طفلاً صغيراً قد وقع قتيلاً وبالقرب منه حقيبته المدرسية التي كان يحملها بيده وأمعنت النظر في خط ا لاسفلت فاذا بعجلات السيارة قد تركت فيه اثرا ظاهرا، لقد حاول سائق السيارة ايقافها قبل موضع الحادث بعدة أمتار ولكن محاولاته لم تجد من النفع شيئاً أمام السرعة الهائلة التي كانت تسير بها السيارة. أيها السائق التائه ان سرعتك الجنونية قد أدت إلى ازهاق نفس بريئة، لقد كان بالأمس زهرة من زهور الحياة يتطلع إلى المستقبل المشرق فأصبح اليوم جثة هامدة لا حياة فيها كيف تجني على نفسك هذه الجناية الكبرى؟. كيف تحرم ابوين من فلذة كبديهما؟ أما تخشى ا لله وأخيراً نرجو أن يتعظ سائقونا ويحرصوا على قيادة سياراتهم بتعقل واتزان.