زرود وشياطين الشعر ورقة عمل تاريخية أدبية للدكتور عبدالرحمن الفريح ضمن أوراق اللقاء العلمي السابع للجمعية التاريخية السعودية الحافل بعدد من الموضوعات الفكرية لعدد من الباحثين. مهد الباحث لورقته بمقدمة في أصل التسمية مقارناً بين التعليلات النقلية التي تتمحل صلة لأسماء البلدان والمواضع القديمة في أرض حائل بأعلام الأمم البائدة، وبين التعليلات اللغوية لهذه المواضع، ومنها فيد وفَدَك وسميراء بالإضافة الى زرود، وكذا العلاقة بين فَدَك وزرود في ضوء آراء ابن الكلبي التي ضعفها الباحث مستنداً على ما أورده ياقوت الحموي من أنها سميت بزرود لابتلاعها الماء في شامة بين أنقاء من الرمال في شمال شرق منطقة حائل، وأنّ اسم المجاشعية «نسبة الى مجاشع بن حنظلة» قد طغى عليها في جاهلية العرب بحيث ظلّت تعرف بهذا الاسم، وبالخزيمية نسبة الى خزيمة بن خازم في الإسلام، وانه ومع ذلك فإنها قد احتفظت باسمها القديم الى يومنا هذا. استطرد الباحث في الحديث عن خزيمة بن خازم أحد ولاة بني العباس الى أمر سقوط الدولة الأموية مفنداً الدعاوي التي تذهب الى ان ثورة فارسية شبت في خراسان وبلاد ما وراء النهر، فأسقطت دولة بني أمية وأقامت دولة بني العباس مؤكداً على الدور العربي في حركة خراسان ببعديها الفكري والسياسي، وكذا العسكري باستقراء لآراء عدد من الباحثين من بينهم زاهية قدورة وصالح الوشمي ومحمد حلمي وحسن محمود. انتقل الفريح بعد ذلك الى التحديد المكاني لزرود في ضوء معاجم قديمة ومراجع حديثة كالجاسر، وأحمد عادل كمال ووقوفه أي الفريح عليها ثلاث مرات، الأخيرة منها كانت رحلة علمية ميدانية مفرّقاً بينها وبين الهبير الواقعة الى الشرق من الأجفر التي شهدت وقعة القرامطة في مطلع القرن الرابع الهجري ليخلص من هذا الى إشارات أدبية تتصل بأساطير العرب عن شياطين الشعر وصلة زرود بالرئي من الجن كما تزعم الأساطير مع استقراء لأقوال نقاد الأدب العربي القديم في هذا الأمر كابن سلاّم وابن قتيبة وأبي زيد القرشي وقضية الإلهام الشعري. ركز الدكتور بعد ذلك على «عزَّاف زَرَود» وبني أسد المضرية العدنانية من أهل الجبلين القدماء والمعلقات والمجمهرات والتموجات العشارية ومآخذه على الدكتور عبده الراجحي في لهجات القبائل وعدم تفريقه بين أسد مضر وأسد ربيعة وعلاقة الانس بالجن وأمر التزاوج بينهما مع نقدٍ لحديث بني السّعلاة من يربوع. تطرق الباحث الى علاقة زرود بأيام العرب وأبرزها وقائع بني يربوع من حنظلة مستشهداً بعددٍ من الأبيات الشعرية لفارس العرادة وغيره مع حديث عن منطقة «الملا» فيما بين بقعاء والسَّعيرة ونقد لتحقيق كتاب الخيل لابن جُزي الغرناطي مع وقفة عند أسماء بعض مشاهير الخيل عند العرب وأعلام الجاهلية كالحوفزان وقيس بن عاصم. ختم الدكتور الورقة بضيافة زرود لجيش القادسية السائر من جزيرة العرب لأرض العراق ونزول هذا الجيش بأرضها ثلاثة أشهر ليزداد عدده وتكثر فرسانه وما اتصل بزرود بعد ذلك من أخبار أسطورية تنسب لبني هلال مفنداً ما قيل عن الانتشار الخرافي لبني هلال في أرض جزيرة العرب وإنَّ ما قيل عن نسبة شعر وافر من شعر العامية لهم لا يصح إذ هم قد خرجوا من الجزيرة في وقت قوة اللسان الفصيح وإنّ العامة تنسب ما تجهله من الأخبار لبني هلال لمجرد الجهل بأصله.