انتقل إلى رحمة الله يوم السبت الموافق 26/5/1424ه رجل الأعمال الشيخ (عبدالعزيز الراشد الحميد) عن عمر يناهز 90 عاماً وذلك بعد معاناة مع المرض. وينتسب الشيخ إلى قبيلة بني خالد وُلد في مدينة بريدةبالقصيم في كنف والديه من أسرة مكونة من أربعة أبناء (ابراهيم، عبدالله، عبدالعزيز، سليمان) وله من الأولاد 24. وهو شخصية معروفة ليس في عالم المال والأعمال فقط.. بل كرب أسرة ورجل مجتمع، واقتصادي مناضل، وإن سيرة هذا الرجل العصامي والمراحل التي قطعها في حياته والنجاحات التي حققها بالكد والمعرفة والتعب والذكاء تستحق أن تكون قدوة للأجيال الجديدة. فقد بنى مسيرته على المرونة والحركة والتغير نحو الأفضل، وفقاً لمعطيات كل مرحلة عمل أو خطة تنمية، عمد إلى تنويع نشاطه الاقتصادي فكان تاجراً ومصرفياً وصناعياً ومزارعاً ومستثمراً داخل هذا البلد مطبقاً المثل الذي يقول «المال اللي ما هو ببلدك ما هو لك ولا لولدك».ولمساهمته في تنمية وازدهار اقتصاد المملكة ولتحقيقه مبدأ المواطنة الصالحة بسعودة أغلب الوظائف في مجموعة الراشد الحميد فقد كانت له علاقة متميزة مع الأسرة الحاكمة السعودية ابتداء من الملك سعود وفيصل وخالد وأخيراً خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكانت له صداقات عديدة وأخص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز ومعالي الشيخ محمد أبا الخيل ورجل الأعمال الشيخ صالح الراجحي والسبيعي وابراهيم المطوع.والشيخ عبدالعزيز عميد أسرة الحميد وكبيرها وكان حريصاً على تعليم جميع أبنائه في أرقى الجامعات الأمريكية وحصولهم على أعلى الشهادات العلمية ودليل ذلك تقلدهم أعلى المناصب المرموقة في البنوك والدولة والشركات التابعة لمجموعته. يذكر أنه كان في شبابه يهوى ركوب الخيل والصيد وفي كبره المشي الطويل والسباحة يومياً.أما أعماله الخيرية فينطبق على شيخنا قول الشاعر أبو تمام: هو البحر من أي النواحي أتيته فلجّته المعروف والجود ساحله تعوّد بسط الكف حتى لو انه ثناها لقيض لم تطعه أنامله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاء بها فليتق الله سائله فقد بنى الكثير من الجوامع والمساجد وكان يوزع شهرياً رواتب لعوائل فقيرة وساعد في علاج المرضى على حسابه الخاص داخلياً وخارجياً، وساعد الشباب الطموح في مواصلة تعليمهم العالي في الخارج في الثمانينات هجرية وكان مصرف الراشد في الداخل والخارج يضع داراً للضيافة لمساعدة الناس الذين يقضون حوائجهم إما رغبة في علاج أو قضاء مصلحة خاصة وكان رحمه الله يأمر وكلاءه التابعين للمصرف بحسن ضيافتهم وإعاشتهم ومد يد العون لهم. وعائلة الراشد الحميد من العوائل التي اشتهرت بالتجارة فهم من أوائل من قاموا برحلة العقيلات على الجمال حيث كانت القوافل التجارية تتجه من القصيم إلى الشام وفلسطين وتعود لتحمل على ظهورها مختلف عروض التجارة وأنواع البضائع ثم مع مرور الوقت كانوا أول من أسس امبراطورية مصرفية وذلك من سنة 1368ه - 1392ه امتدت إلى خارج المملكة في لبنان والكويت هو واخوانه ابراهيم وعبدالله وسليمان وكان لهذا المصرف إسهامات في إبراز جيل من رجال الأعمال والمال وله أيد بيضاء على المواطنين وكان محل ثقة الدولة فقد أودعت فيها أموالها. والشيخ هو العقل المفكر والدينمو المحرك لمصرف ومجموعة الراشد الحميد ويستحق عن جدارة لقب (شيخ المصرفيين السعوديين) وساهمت مجموعة الراشد الحميد في تأسيس وإنشاء شركة الكهرباء في منطقة القصيم ومدينة عرعر بأسعار مخفضة مراعية بذلك دخل المواطنين. وكذلك ساهمت مجموعة الراشد الحميد في بناء البنية التحتية لهذا البلد من خلال شركة المقاولات التي أنشأت العديد من الطرق الحديثة والجسور والتقاطعات العلوية وعشرات الأنفاق مثل الحي الدبلوماسي وغيرها من المشاريع الأخرى وأبرزت مقاولين من الباطن يعملون عندها مثل المقاول الشيخ رفيق الحريري وغيرهم الكثير. أما في المجال الزراعي فقد حرض الدولة على الزراعة في سنة 1398ه لتحقيق الاكتفاء الذاتي للشعب السعودي مما جعل الشيخ ينشئ أكبر مزرعتين في منطقة بريدةبالقصيم الأولى في الرشدية والأخرى في العصفوريات تنتج الشعير والقمح والخضار وبعض أنواع الفواكه وبها أفضل النخيل ذي الجودة الانتاجية العالية وكذلك اهتم بتربية الماشية والخيول العربية الأصيلة وكانت مجموعته تستورد البذور وتبيعها على المزارعين. أقيمت صلاة الجنازة على المرحوم في مسجد جامع الراشد بالصفراء ببريدة وذلك بعد صلاة العصر يوم الأحد الموافق 27/5/1424ه وقد امتلأ المسجد بالمصلين يتقدمهم نائب أمير منطقة القصيم الأمير عبدالعزيز بن ماجد، ودُفن في مقبرة المطا وكان العزاء في بيوت الراشد بالصفراء في بريدة يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء في قصره بعليشة في الرياض.وقد عزى عائلة الراشد الحميد وأخص أبناءه (راشد، أحمد، خالد، خليل، عمر، بدر، حميد، نواف، فيصل، عبدالله) أصحاب السمو الملكي الأمراء ومعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين. رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته. و{انا لله وانا اليه راجعون}