من ميرال فهمي رويترز: لا تواجه أعتى قوة حربية في العالم عوائق في تأكيد سطوتها في العراق ولكن عندما يتعلق الأمر بكسب ود الناس فانها تحتاج الى مساعدة، حيث عرف عن الأمريكيين، على سبيل المثال، اقتحام البيوت بفظاظة وتحطيم محتوياتها مع الحرص على ترك حفنة دولارات عن الخروج ربما تعويضا عن الاضرار لكن بطريقة لا تخلو من استفزاز.. أمضت وحدة تضم 14 رجلا من فرقة التدريبات والاستشارات بالجيش البريطاني الخمسة أسابيع الماضية في تعليم أكثر من 500 جندي أمريكي كيف يقومون بأعمال الدوريات وتفتيش البيوت والتعامل مع السكان بدون اثارة غضبهم وبالتالي احتمال تقليل خسائر الأمريكيين. قال كبير المعلمين المقدم انجوس لودون الذي عمل في ايرلندا الشمالية وكوسوفو وأفغانستان في مهام مماثلة «لم يكن أحد يتوقع المشاكل التي يواجهها الأمريكيون، لذلك نحن هنا للتحدث معهم حول أفضل طرق التدريب التي نجحت في الجيش البريطاني طوال 35 عاما بعد كل صراع». كان لودون يتحدث في قاعدة تلعفر الجوية التي استولت عليها القوات الأمريكية، وتعود الكتبة التعليمية البريطانية الى بلادها في نهاية يوليو تموز. وتعقد جلسات «التدريب ضد الارهاب» بناء على تعليمات وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في مايو أيار بعد ان أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء القتال الرئيسي في العراق. وتواجه القوات الأمريكية مقاومة عنيدة وقتل منهم 50 جنديا في حوادث يومية بينما لم تحدث اصابات بين القوات البريطانية عدا هجوم مميت واحد في نفس الفترة. وتتركز القوات البريطانية في جنوبالعراق حيث توجد معارضة قوية لصدام، ويعتقد خبراء استراتيجيون ان أسلوب القوات الأمريكية في التعامل مع العراقيين استفزازي ويثير العداء. يشكو عراقيون بمرارة من اقتحام القوات الأمريكية لبيوتهم وترويع اطفالهم وبعد ذلك يتركون حفنة من الدولارات تعويضا عن الأضرار التي أحدثوها.وفي حادث بمدينة الموصل شهدته مراسلة رويترز صوب جندي أمريكي بندقيته الى عراقي وصاح فيه «عد من حيث أتيت أيها اللعين» بينما كان الرجل يحاول ان يشرح أنه يريد نقل كيس من الدقيق الى المخبز لعمل خبز. كما نددت منظمة العفو الدولية بسلوك القوات الأمريكية في العراق. قال خبير عسكري «لا يزال هؤلاء الأمريكيون يعتقد ان الحرب مستمرة ويتعاملون مع الناس كما لو كانوا الأعداء... أوضاع ما بعد القتال تتطلب مهارات مختلفة تماما لا يبدو انها لدى الأمريكيين. يعتقدون ان تحطيم الابواب أسهل من قرعها. في الحقيقة لا يوجد مبرر لاثارة غضب السكان». في البصرة يلعب الجنود البريطانيون كرة القدم مع العراقيين، ويتركون ادارة هذه المدينة ذات الأغلبية الشيعية لشيوخ العشائر. قال عراقي رداً على سؤال حول أسلوب ادارة البلاد في ظل الاحتلال «البريطانيون أكثر تحضرا. يعرفون كيف يتعاملون مع الناس. الأمريكيون يعاملوننا مثل الكلاب». ويقول العريف دبن ديفيدسون من فرقة التدريب البريطانية ان تدريب الأمريكيين يشمل اللجوء الى «الخيار الرقيق مثل القرع على الأبواب بدلا من اقتحامها. نعلمهم الجمع بين اظهار الود والسلوك المستقيم». وبجانب هذا يجري تعليم الامريكيين تجنب ان يكونوا أهدافا بتغيير المركبات أو استخدام الدمى بدلا من اللجوء الى القوة الغاشمة لقمع أي هجوم محتمل. قال لودون «نأمل احداث تغيير في الأسلوب. الجيش الأمريكي اشركنا في احسن تقنيات التدريب في الحرب التقليدية لسنوات عديدة ونحن نرد الجميل». وفي موقع حصين في تلعفر رأس المدربون البريطانيون دورة استمرت ثلاثة أيام استخدموا فيها الشرائح الزجاجية ووسائل أيضاح أخرى لتعليم الأمريكيين. ولكن جنودا أمريكيين لم يبدوا اهتماما بمثل هذه التدريبات وقالوا انهم يخشون ألا يجدوا تشجيعا من الرتب الكبرى في اضفاء صبغة انسانية على الاحتلال.