بدأ اليأس يدب في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة حيث أعرب توني بلير رئيس الوزراء البريطاني عن اعتقاده ان صدور قرار جديد من مجلس الأمن أصبح أقل ترجيحاً بسبب تهديد الفرنسيين بحق النقض «الفيتو». وفي المقابل فإن المعسكر الذي تقوده باريس يزداد قوة حيث رفضت باريس أمس المقترحات البريطانية الجديدة بينما تعهدت روسيا بالتصويت ضد أي قرار يؤدي إلى القيام بعمل عسكري بينما رفضت الصين صدور أي قرار جديد من مجلس الأمن بخصوص العراق. وعلى النقيض من بريطانيا فان الرئيس الامريكي جورج بوش واصل مساعيه بهمة للفوز بمعركة مجلس الأمن الذي تواصلت المداولات فيه أمس الخميس دون تحديد موعد للتصويت على مشروع قرار أمريكي بريطاني اسباني. وقالت الولاياتالمتحدة إن المطروح للتصويت هو مشروع القرار الذي يدعو العراق إلى الكشف عما يملكه من أسلحة للدمار الشامل حتى السابع عشر من شهر مارس الجاري وإلا واجه الحرب مشيرة بذلك ضمنا إلى عدم شمول التصويت للتعديلات البريطانية. وبالنسبة للتطورات الميدانية فقد سحبت بعثة الأممالمتحدة للمراقبة بين العراق والكويت أمس الخميس كل مراقبيها من الجانب العراقي من المنطقة المنزوعة السلاح وهي المنطقة التي ستمر منها القوات الامريكية في حالة شن حرب على بغداد. ووصفت البعثة الخطوة بالوقائية مشيرة إلى ان الوضع ساكن وهادئ جدا لكنها أضافت «لا نريد ان نؤخذ على حين غرة». الأكراد لن يشاركوا القوات الإمريكية في اقتحام بغداد وفيما يتصل بالتصورات للحرب فقد أعلن مسؤول كردي كبير ان القوات الامريكية، ستسيطر أولا على مدينتي كركوك والموصل، وان المقاتلين الأكراد العراقيين سينتشرون في القرى المحيطة بهما، إذا ما اندلعت الحرب على العراق. وأن القوات الكردية «البشمركة» إذا ما اندلعت الحرب سنقاتل فقط في المناطق الكردية من العراق التي تسيطر عليها بغداد في الوقت الراهن، وأكد «لن نذهب الى بغداد» معتبرا مع ذلك ان معارك لن تحصل.موضحاً ان الفيلقين الاول والخامس في الجيش العراقي هما في وضع دفاعي، وستتغلب عليهما بلا شك القوات الاميركية، وسيكون العراقيون قد قتلوا أو سيستسلمون لدى وصول القوات الكردية. ومن جانب آخر تمسك جنرال كبير في الجيش الامريكي هواريك شينسكي بتقديره السابق عن حجم قوة الاحتلال التي ستبقى في العراق بعد الحرب وقال انها ستكون ضخمة وقد تصل إلى بضع مئات من الآلاف من الجنود مناقضاً الحجم الذي تحدث عنه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي. مفاوضات لاستسلام سري للقادة العسكريين العراقيين ومن جانب آخر قالت شبكة التلفزيون الاخبارية الامريكية «سي.ان.ان» نقلا عن مسؤولين أمريكيين ان الولاياتالمتحدة تجري مفاوضات «لاستسلام سري» مع مسؤولين عسكريين عراقيين كبار على أمل ان تمتنع بعض الوحدات العراقية عن القتال إذا وقعت الحرب. ونقلت سي.ان.ان عن مصادرها ان الاتصالات مع هؤلاء المسؤولين العسكريين العراقيين لا تجريها وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» بل عناصر أخرى في الحكومة الامريكية.