تلقيت دعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل أيام وذلك لحضور حفل جائزة أبها وما يصاحبها من نشاطات ثقافية وكذلك معرض الصقور السعودية وذلك على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (سلطان الخير). تلقيت هذه الدعوة الكريمة كضيف وأنا إلى حوالي سنتين خلت كان لي الشرف بالمساهمة بما تفرضه مسئولياتي الوظيفية كمدير للخطوط السعودية بأبها آنذاك في نشاطات الصيف وجائزة إبها وما إليها إلا أنني لازلت اعتبر نفسي لست ضيفاً بل مضيفاً. دعوني أروي لكم الحكاية .. نعم إنها حكاية كانت نهايتها عابرة وصلت إلى أذني من رجل كبير السن إلى حد ما.. عندما سمعته ينادي بالعامية ما يلي: «يا أبو بندر خله يجلس ونغطيه ببشوتنا» أي يا خالد الفيصل دع الأمير سلطان يجلس في حفل جائزة أبها ونقيه من المطر بالبشوت. والحكاية كانت عند وصولنا يوم الاثنين 14/5/1424ه عصراً إلى أبها مع عدد من الضيوف في طائرة خاصة إلى أبها ولم يكن هناك مطر ليوم الاثنين والثلاثاء أيضا لم تكن هناك بوادر لذلك اليوم الخميس... ولكنها مشيئة الله.. عندما قام الأمير خالد الفيصل بتجهيز واعتماد مقر الحفل كما هو في المرات السابقة على ضفاف بحيرة أبها بحيث يكون بعده عشاء ثم عرض الصوت والضوء.. الغريب في الأمر انه ومنذ حوالي الساعة (8) مساء بدأت السحب تتجمع وبعد دقائق هطل هتان خفيف ثم هبوب ريح خفيفة وعند الساعة التاسعة والربع تقريباً بدأ الهتان يزداد ثم تحول إلى مطر بمرور الدقائق حتى بدأ يزداد ويزداد وقد كانت هناك مظلات ولكنها لم تقاوم.. حاولا حضور أن يتغطوا بما في ايديهم ولكن لم يكن لهم ذلك.. في حوالي الساعة العاشرة تقريباً ازداد هطولاً وقرر المنظمون إنهاء الاحتفال. وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز «سلطان الخير» قد وصل للحفل حوالي الساعة (10 ،9) مساء وبدأ الحفل بعد وصوله حفظه الله واستمر المطر واستمر بالجلوس ولكن قرر المنظمون إيقاف الحفل ومغادرة «سلطان الخير» إلى المطار.. إلا أن ما حدث بعد ذلك أن المطر توقف كلياً بعد مغادرة سموه لمكان الحفل. وهذا ما جعل ذلك الرجل الكبير في السن يطلب بصوته وهو لا يعلم «أن الأمير خالد الفيصل غادر مع سمو الأمير سلطان للمطار لتوديعه».. عندما قال: «يا أبو بندر خله يجلس ونغطيه ببشوتنا». وأتساءل ويتساءل الجميع كيف يحدث ذلك.. إنها قدرة الله سبحانه وتعالى أن يجعل في خلقه أناس يكون الخير على ايديهم.