ما من شيء أمضُّ على النفس البشرية من أن تفقد عزيزاً لديها طوته حتمية الموت.. فهو يبكي، يتألم، لكنه في ساحة (وبشِّر الصابرين) يصبر ويحتسب.. هكذا نحن بعد فراق ابنة العم الجوهرة عبدالعزيز العيفان «رحمها الله» مديرة المتوسطة 29 يوم السبت 2/3/1424ه. إليك يا من رحلتِ عنا بجسدك لكنك بيننا بروحك تسبحين، تهللين، وتارة تحت وطأة الألم تنزوين. حارَ اليراعُ وحارتْ كلُّ أفكاري فالحزنُ نامٍ ولن تكْفيه أشعاري من غربةٍ تصهرُ الأكباد حرقتُها تمورُ كالمرجلِ الطافي على النارِ من غربةِ الموتِ أقسى ما نكابده وعِلمها للورى، في كفِّ جبّارٍ أُخيتي اليومَ (في الأكفانِ) نحملُها؟؟ ولن تراها بُعيدَ (السبتِ) أنظاري؟ ولن تشُمَّ مع الإصباحِ (غادتها)؟؟ (وفيصلُ) الحُب يمشي دون تذْكارِ؟ ولن تُرددَ بعد اليوم (ناصرنا) أنت الحبيب وراعي القول في الدارِ أقْبل علي بُني الآن في عجلِ أنت المُؤمِّنُ - بعد الله - أخطاري أنت الكبيرُ عليك الهمِّ أسْنِدهُ أنت المُهوِّن - بعد الأبِ - أقداري تلألأ الفجرُ في رؤياك يا ولدي غداً بعلمك تُعْطَى تاج إكْبارِ آهٍ من الحزنِ في فرْقاكِ (جوهرتي) آهٍ.. وتدُمعْ قبل العينِ أغواري كمْ اقتسمنا من الأشياء أبْسطها! وكم نشقْنا بحبٍ عبقَ إيثارِ وكمْ رسمنا على الأوراقِ أسْطرنا وكمْ مشينا بجدٍ كلَّ مشوارِ وكمْ همسْتُ بصدقٍ دونما مللٍ تبوحُ عيني إليكِ كلَّ أسراري وكم حنوتِ، عليك اليوم مرحمة تُضيء (قبركِ) نوراً فوق أنوارِ ماتَ الحديثُ، بل الإحساسُ في شفتي من قاطعٍ لحبالِ الوصل بتارِ من قاطعٍ ماردٍ ما كنتُ أحسبُه يدقُ بابي بأمرٍ عاجل طاري رُحماكَ ربِّي قد لاقتك (جوهرتي) نقيةُ القلبِ، تدعو وقت أسْحارِ أسْبغْ عليها من الأفضالِ، أسكنها جنان (خلد) فساحٍ فوق أنهارِ اعْصم بنيها واملأ قلبَ أصغرهم من التصبُّر دَفْقاً دون إقْتارِ واجزلْ من الأجرِ يا رحمان والدة تزلزلَ القلبُ منها مثل إعْصارِ واجعلْ إلهي قلوب الكل راوية كمجدبِ الروض يزْهو بعد أمطارِ أيصبر القلب في سلواك (جوهرتي) أم الدعاء شراعي مثل بحار؟! حبيبةُ الروح لن تكفيكِ قافيتي (مشاعر الفقدِ) فيكِ دون أوطاري