اطلعت على ما ينشر في صفحة تراث الجزيرة من قصائد شعرية وغيرها كما أن اغلب الصحف اليومية خصصت صفحة للثقافة الشعبية تختلف عناوينها في كل صحيفة عن الصحيفة الثانية ومن المعلوم أن هذه الصفحة تخدم الشعر الشعبي الذي يربط حاضرنا بماضينا من خلال نقل الشعراء لوقائع الأحداث عبر العصور في أشعارهم وثقافاتهم المرتبطة بمصيرهم وما يحيط بواقعهم من متغيرات لها علاقة بواقعهم وحياتهم اليومية في الماضي المجيد والحاضر الزاهر وكنا نأمل من المسؤولين والقائمين على هذه الصحف زيادة عدد الصفحات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المهتمين والمشاركين في هذه الثقافة من رجال ونساء وفتح مجال للمبتدئين أملاً في المحافظة على استمرار هذا الموروث الذي اصبح يحاصر من كل حدب وصوب باسم الحداثة والتجديد وحيث إن الثقافة الشعبية هي مشاعر متجددة تثيرها الوقائع والأحداث فترصدها بأسلوب ثقافي أصيل تتجلى فيه براعة التصوير وقوة التعبير ودقة الوصف ولكن المؤسف له حقاً أن هذه الصفحة أخذت في الضمور في الآونة الأخيرة حيث طغت الإعلانات التجارية والحديث عن العادات وبعض الموروثات على معظم مساحة الصفحة والشعر الشعبي هو ثقافة الأجيال الماضية وإحدى اهم وثائق التاريخ لهذا الوطن لنقله مشاعر وعادات وموروثات الأجيال السابقة الثقافية عبر العصور حيث يتجلى من خلال الشعر الشعبي لوحات من الإبداع والصور الجمالية الثقافية من خلال المقاطع الشعرية الجميلة والأبيات التي تزخر بالحكمة ومكارم الأخلاق والشجاعة والكرم والمروءة والعفة والصدق والإخلاص والاعتزاز بكل عمل شريف. إن تحول هذه الصفحة نحو الاهتمام بالإعلانات التجارية وإدخال موضوعات لإشغال مساحات في هذه الصفحة هو بلاشك يعني الابتعاد عن ثقافة الآباء والأجداد وعدم الاهتمام بالشعر والشعراء إنه أسف على الشعر والشعراء.. إذ ان الصفحة الشعبية بما لحقها من الضمور إلا أنها أصبحت تتوقف بين الحين والآخر خلال أيام الأسبوع، وأتمنى ألا يستمر هذا الوضع في قادم الأيام.