يظل الدين الإسلامي هو الملاذ الأول والأخير لابناء البشرية جمعاء وتثبت السنين عظمة هذا الدين وقدرته في جذب اعداد كبيرة ممن لا يدينون بالإسلام بالدخول تباعاً في هذا الدين العظيم بعد دراسة متأنية واقتناع تام.. والتأكد بأنه ليس هناك دين بديل.. قال تعالى: {الوًمّ أّكًمّلًتٍ لّكٍمً دٌينّكٍمً وّأّتًمّمًتٍ عّلّيًكٍمً نٌعًمّتٌي و لّكٍمٍ الإسًلامّ دٌينْا} . وهنا نقدم احد النماذج التي دخلت في هذا الدين واعتزازها به وهو عثمان عبدالرحمن لولن امريكي الجنسية يقيم في المملكة منذ سنوات عدة.. ويفتخر كثيراً بانتسابه لهذا الدين.. فهو يقول «ان لهذا الدين فضلاً كبيراً في تغيير مجرى حياتي حيث تزوجت في مكةالمكرمة» وفيما يلي نص اللقاء: * من كان له الفضل في دخولك في الإسلام؟ - بعد الله سبحانه وتعالى ليس لاي شخص فضل في دخولي في الإسلام حيث كان ذلك بمجهود شخصي باعتمادي على نفسي عند دخولي في المرحلة الثانوية للبحث عن الإسلام في الكتب الخاصة بذلك ولم يأخذ ذلك مني وقتاً طويلاً حيث اسلمت بعد سنة من قراءتي للكتب. * هل تغيرت حياتك بعد دخولك في الإسلام؟ - لاشك بأن حياتي قد تغيرت إلى الأفضل فكنت أعيش في مجتمع دنيوي.. كما ان اسرتي لم يكن لها عقيدة معينة ولكن التركيز على الاخلاق الطيبة كان موجوداً.. ولم اكن اؤمن بوجود الله - جلت قدرته - وكانت التصورات التي تصلني خاطئة في هذا المجال.. واحمد الله انه بعد دخولي في الإسلام زالت تلك التصورات وزادت علاقتي بالله وامتلأ قلبي بالإيمان خصوصاً عندما قرأت معاني القرآن الكريم وخاصة الاية الكريمة {إنَّ اللهّ فّالٌقٍ الحّبٌَ وّالنَّوّى" يٍخًرٌجٍ الحّيَّ مٌنّ المّيٌَتٌ وّمٍخًرٌجٍ المّيٌَتٌ مٌنّ الحّيٌَ ذّلٌكٍمٍ اللهٍ فّأّنَّى" تٍؤًفّكٍونّ } فهذه الآية الكريمة حولت حياتي من حياة دنيوية بحتة إلى علاقة قوية بالله عز وجل.. واحمد الله ان اسلامي جاء مبكراً. * هل وجدت من يعارضك عند دخولك في الإسلام؟ - ما يميز اسرتي انهم متعلمون ومتسامحون وكذلك اصدقائي.. كما اني دعوت البعض للدخول في الإسلام فمنهم من استجاب ومنهم من رفض.. كما ان هناك حرية للفرد يستطيع من خلالها أن يفعل ما يشاء دون ان يضر بالآخرين. اما على النطاق الخارجي للاسرة فقد استجاب لدعوتي الكثير ولا استطيع ان احصيهم وهذا من فضل ربي.. وما يحز في نفسي انني لم استطع اقناع بعض افراد العائلة للدخول في الإسلام.. واسأل الله لهم الهداية. * نرى انك تجيد اللغة العربية كيف تمكنت من تعلمها واين؟ - درست اللغة العربية عندما كنت في الجامعة الامريكية.. ولانني أسلمت اخترت اللغة العربية وتمكنت منها من خلال استمراري في قراءة الكتب الدينية.. كما ان زواجي هنا من اسرة في مكةالمكرمة من الاسر البرماوية فزوجتي ولدت ونشأت في مكةالمكرمة وتتكلم اللغة العربية كل ذلك اعانني في التحدث باللغة العربية ولكن ليس بإجادة تامة. * متى كانت اول زيارة لك للمملكة؟ - زيارتي الاولى للمملكة كانت في عام 1973م للمشاركة في مؤتمر للندوة العالمية للشباب الإسلامي.. وكان من ضمن برنامج الزيارة اتاحة الفرصة لنا للحج وبعد عشر سنوات عدت للعمل في مركز ابحاث الحج في مكة وبعد أن تأسست الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها انتقلت إليها لان تخصصي هو التخطيط البيئي. * بحكم انكم مقيمون في مدينة الرياض كيف كان وقع خبر التفجيرات الاخيرة؟ - ان هذا الاسلوب اسلوب همجي ذهب ضحيته ابرياء آمنون مطمئنون.. وقد اثر فينا هذا الخبر واحزننا كثيراً. * الى اي مدى وصلت مخاوفكم من هذه التفجيرات؟ - لم اشعر ولله الحمد بأي خوف على نفسي لانني مؤمن بالله تعالى فلو حدث لي شيء فلن ابالي لانني على دين الحق.. ونحن نعيش في بلد آمن ولله الحمد وليس هناك اي مخاوف وما يقوم به بعض الشواذ لن يغير من الواقع الامني الذي تعيشه المملكة. * هل لك ان تصف لنا انطباعاتك عن المجتمع السعودي؟ - دعيني اولاً احدثك عن المجتمع الذي قدمت منه.. والذي كان يتصف بالعنف والمشاكل اليومية والجرائم الدائمة.. وهذا لا يعني ان المجتمع الامريكي كله سيئ ولكن هناك فوارق بين المجتمعين بلا شك.. وهذا ما يجعلني اؤكد انني انتقلت الى مجتمع يحكمه الدين الإسلامي الحنيف ويطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. إضافة الى ان العادات والتقاليد والموروثات الشعبية لها دورها في تكوين المجتمع السعودي المحترم الذي يحترم حقوق الآخرين.. كما أن هناك ميزة اخرى قل أن نجدها في اي مجتمع آخر عدا المجتمع الإسلامي.. الا وهي الترابط الاسري. * ماذا تقولون لمن يحملون افكاراً متطرفة او متعصبة يسيئون بها إلى دينهم وبلدهم..؟ - اود ان اقول لهم إن الاحكام الشرعية في امور الحرب معروفة وهي ثابتة ولابد أن يكون المسلم اكثر الناس في حمل القيم النبيلة، لان الإنسان قد حمل الخلافة في الارض ونحن كمسلمين لابد لنا من تحمل هذه الامانة العظيمة وأن نكون خلفاء صالحين.. ومهما كان العدو ظالماً فليس من حقنا كأشخاص ان نرد بالمثل فنزهق ارواحاً بريئة آمنة فيها نساء واطفال وشيوخ.. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة فقد لقي من العذاب الكثير على يد المشركين، ولكنه لم يعاملهم بالمثل بل بالحسنى وعلى المسلم ان يقوي إيمانه وان لا يخرج عن حدود الله في معاملة الآخرين، ثم إن المسلم الذي يقوم بمثل هذه الاعمال يجعل للعدو ذريعة ومبرراً بأن الإسلام يدعو لمثل هذه الاعمال المشينة.