شدني استفتاء طرح في موقع فارس نت على الإنترنت.. يقول السؤال: (ما السبب الرئيسي في تفجيرات الرياض من وجهة نظرك؟).. وفي آخر مرة اطلعت على الردود كان عددها 121 ،18 صوتاً وهذا تجاوب جيد ومشجع. وفي نظري أن استعراض الردود سيعود علينا بكثير من الفوائد. 1-4 ،47% من المصوتين يرون أن الغطرسة الأمريكية في العالم الاسلامي هي السبب. 2 8 ،18% يرون أن السبب هو تعرض الشباب لعمليات غسل مخ. 3-6 ،16% يردون السبب إلى زيادة البطالة بين الشباب. 4-5 ،5% يرجعونه إلى خلل في المنهج التعليمي السعودي. 5 - 2 ،5% لأسباب أخرى مختلفة لم تحدد. 6-3 ،3% يردونه إلى خلل في النظام الأمني. 7-2 ،3% اختاروا عبارة (لا أعرف). لن أتعرض للغطرسة الأمريكية فليس هذا مجال بحثها.. ولكن لنمعن النظر في النتيجة رقم 2،3،4.. البطالة احتلت المركز الثالث.. في حين احتل غسل المخ الدرجة الثانية. ولو سألنا: من أكثر الناس عرضة للاستسلام لعمليات غسل المخ؟ أليسوا العاطلين عن العمل؟.. رجل يعمل وامرأة تعمل، عملاً شريفاً يسد حاجتهم عن المسألة والتسكع والابتذال، لن يكون لديهم الاستعداد ولا الوقت لاستقبال من يغسل أدمغتهم ويقنعهم بترك أعمالهم وأهلهم ومخالفة دينهم والتضحية بأنفسهم وارتكاب المفاسد وقتل الناس بغير حق.. المناهج التعليمية حملها المجيبون على الاستفتاء نسبة 5 ،5%.. ولا شك أننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في المناهج كل ثلاث سنوات إن أمكن ذلك تبعاً لما يصيب العلوم من تطورات وتبعاً لظروف الزمان وتغير طابع البشر.. وبالطبع لا يمكن ولا نقبل أن نغير أي شيء في جوهر المناهج الدينية إلا أن تأهيل المعلمين باستمرار وأسلوب تقديم المعلومة واستخدام أحدث الوسائل وأن تكون العبرة بالفهم وحسن التطبيق قبل الحفظ، كلها أمور في غاية الأهمية، إذ ما الفائدة من أن يحفظ الطالب شروط الصلاة وفروضها وواجباتها وسننها.. ثم لا يحسن أداءها كما يجب؟ وينطبق ذلك على العلوم الدنيوية إذ إننا لا نحتاج إلى حفظه النظريات والمعادلات.. إن المطلوب هو عملية تعليمية تنتج شباباً وشابات مستوعبين مسؤولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى وقادرين على الانخراط في مجالات الأعمال الرحبة المتوفرة في بلادنا. نخلص مما سبق إلى وجود روابط قوية بين البطالة وغسل المخ وخلل العملية التعليمية مما يمكننا من دمجها ببعضها لنحصل على نسبة 6 ،40% من الأصوات. وهذا يمثل ما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة من السعوديين البالغين سن الرشد.. واتفقوا على أن البطالة (بشكل مباشر أو غير مباشر) هي السبب الرئيس فيما حصل من تخريب وإجرام في بلادنا.. فالمطلوب أولاً وآخراً هو مكافحة البطالة.. ولا يمكن مكافحة البطالة بالتمني والعواطف والأوامر.. وأن أول ما يجب عمله هو الاتفاق على خطة عمل رئيسية بعيدة المدى تركز على حسن إعداد الأيدي العاملة وتفعيل الاقتصاد من كل الجوانب وفق برامج مربوطة بجداول زمنية مع البدء بالتنفيذ دون تباطؤ.. هناك اجتهادات مخلصة ومحاولات من العديد من الجهات.. ولكنها لن تثمر الكثير ولن تكون فعالة ما لم تعد مراجعتها وربطها بخطة العمل الرئيسية التي أشرت إليها.