الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد. فإن بناء المساجد وعمارتها من أجلّ الأعمال الصالحة قدراً وأعظمها عند الله أجراً وذلك لما لها من دور هام في صلاح المجتمع وهدايته بتوفيق الله عز وجل. يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين - سورة التوبة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة - متفق عليه. ولما كان لبناء المساجد وعمارتها هذاالشأن العظيم والفضل الكبير كانت موضع عناية المسلمين واهتمامهم منذ بزغ فجر الرسالة المحمدية فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بدأ به بعد هجرته بناء المسجد فكان مسجده أول مسجد أسس على التقوى، وكان أسوة حسنة لأمته حيث سارع وتنافس خيارها وفضلاؤها من الملوك والأمراء والأعيان في بناء المساجد وعمارتها في مختلف عهود الدولة الإسلامية فكان نتيجة ذلك هذاالكم الهائل من المساجد في أرجاء الدنيا تنطلق منها كلمة الحق مجللة تملأ الفضاء معلنة بقاء هذه الرسالة الخاتمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولقد كان لهذه الدولة السعودية جهود طيبة واسهامات كبيرة في هذا المجال حيث أن بناء المساجد وعمارتها من أهم مايعتني به قادة هذه البلاد وأبناؤها ويحرصون عليه ويتنافسون فيه، ويأتي في مقدمة هذه الجهود المباركة وقمتها ما قام به والدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من توسعة الحرمين الشريفين وعمارتها تلك التوسعة التي لا مثيل لها في تاريخهما ونالت رضى وإعجاب المسلمين في كل مكان نسأل الله عز وجل أن يجزل له الأجر والمثوبة وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته ولا تزال ولله الحمد هذه الأعمال الجليلة والاسهامات الخيرة من أبناء هذه البلاد وقادتها مستمدة ومتواصلة إيماناً بأهمية المسجد ورسالته، وتمشياً مع النهج الحكيم والمسعى الكريم لحكومة هذه البلاد الرشيدة. فها نحن هذا اليوم نسعد ونستبشر بافتتاح الجامع الكبير الذي قام ببنائه على نفقته صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - حفظه الله - والذي يعتبر أكبر مسجد في المنطقة بل هو مركز إسلامي لما يشتمل عليه من المرافق والملحقات كما أنه معلم بارز من معالم مدينة عرعر حاضرة منطقة الحدود الشمالية لمايتمتع به من هندسة معمارية رائعة وموقع حسن حيث يطالعك بمئذنته العالية وقبابه الزاهية أول ما تدخل مدينة عرعر حيث يقع على تقاطع الطريق الدولي مع الطريق العام. نسأل الله عز وجل أن يجزل لسموه الكريم الأجر والمثوبة وأن يجعل ما أنفقه في بناء هذا المسجد عملاً صالحاً متقبلاً إنه سميع مجيب. عبدالعزيز بن فهد الزمام *