نستطيع أن نطلق على قصيدة «روضة التنهات» بأنها قصيدة العام 2003 بل قصيدة كل الاعوام لمَ لا وهي قد قيلت في قائد هذه الأمة وباني مجدها، خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه والقاصد هو الشاعر المحلق الامير عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود «السامر». ولعلنا نستعرض هنا بعض الأبيات التي ضمتها هذه القصيدة من قوة في المعاني وغزارة في التعبير حيث يقول السامر: على شوفه بمنزالٍ نزل به كبرت الهقوات يريفون العرب والقوم من فضله ومن جوده الى من حل بأرضٍ شاجرت لو أنها مظماة ومن باكر تشوف السدر فيها مورقٍ عوده أبو فيصل فهد فهد العرب لا كبرت القالات عواقب راي سيّد جملة الحكام محموده معه رأيٍ حكيمٍ يضبط الاوضاع بالأزمات تجارب بيِّناتٍ والتجارب صادق شهوده أبو فيصل فهد كل العروبة عالي الهمات نصره الله ونصره من فضل ربه ومعبوده ولم يكتف السامر بذلك بل قدم مسابقة شعرية، مما دفع الشاعرات والشعراء على مجاراته في هذه القصيدة والتسابق للبحث عن المفردات الجميلة في الشعر. ليترجم كل ذلك في ديوان شعري انيق من النوع الفريد، بل وأفاض أبو راشد في مقدمته بكلمة ضافية بالقصيدة يقول فيها: «لأن الشعر حالة استثنائية تحترم القيم والثوابت بكافة اشكالها ومثلها.. استثرت الشعر في اصدق تخريجاته وانبلها بعد ما استثارني الشعر بتداعياته وحاجته الى بواعث تعيد صياغة الوفاء في مؤتمرات الابداع الادبي المعاصر، وكتبت قراءة شعرية تستنطق الحب المطلق لطبيعة تستمد بهجتها وعنفوان ربيعها من حضور يتمثل في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد كعادته بمواسم الربيع، ولأن هذا المنظر لطبيعة ربيعية يتطلب سفيراً فوق العادة من اجل ان يحمل بطاقة الدعوة ليكتمل عقد الفرحة ولم أجد بداً من أن يكون هذا السفير الشعر الشعبي بفصاحته وبلاغته وولائه ووفائه لذلك لم يكن الحافز المادي هو الهاجس او فنار الدوافع الشعرية.. وكما توقعت امطر الشعراء صحراء القوافي وانبتت رياضها الابداع والابعاد البلاغية والفنية في سيل عرم من الشعر.. ولأننا نحترم المشاعر الصادقة ذات الوشائج الروحية التي تدل على متانة قاعدة ملحمة التواصل بين الشعب والقائد. استفزنا هذا «الكم» من الكيف استفزاز الغيرة على التاريخ الشعري من اجل ان يضمه كتاب يكون رافداً من روافد المكتبة الشعبية ذات العلاقة الوثيقة مع الدارس الاكاديمي.. وكان هذا الكتاب الذي يحمل أسمى معاني الصدق تجاه قائد نحتفل بالسنة الثانية بعد العشرين بتوليه دفة الحكم. قائد زرع صحوة الاسلام في اهم تضاريس الكرة الارضية ودفع بحضارة وطنه الى المراكز المتقدمة في جميع التوجهات المهمة بعالم التقنية المتحضر. فهد الحرمين الشريفين وخادم بيوت الله الذي غَيَّر ملامح التصور العالمي تجاه العرب والمسلمين وهو يتمسك بعقيدته ويتخذها المنار الفاعل في منهج الحكم.. وبهذا الكتاب نفرد قامة مشاعركم النبيلة على بياض ناصع من ورق الشعر المزهر حباً وولاء ووفاء». أما اذا رجعنا الى الديوان من الغلاف الى الغلاف فإنه يحتوي على لقطتين نادرتين تجمع الاولى على صدر الغلاف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ويرعاه وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض اثناء تواجدهما في احد المواسم الربيعية في روضة التنهات، أما اللقطة الاخرى فهي تجمع الملك فهد ونجله صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء ايام الطفولة في روضة التنهات. كما أن الديوان اشتمل على اكثر من 134 قصيدة لكبار الشعراء والشاعرات ومنهم على سبيل المثال لا الحصر احمد الناصر الشايع وعبدالله بن نايف بن عون وعمير بن زبن بن عمير ورشيد الزلامي وعبدالهادي بن حفيش والشاعرات: وضحى عبدالله ذعار السهلي وعمشاء مناحي العتيبي وغيرهن، علماً بأن عدد المشاركات الشعرية تجاوزت ال750 قصيدة كما أن الشاعرة الكويتية سحايب خير قد فازت بإحدى الجوائز، وأيضا الشاعر السوري أسعد ابراهيم الروابة قد فاز هو الآخر بجائزة مماثلة. أخيراً: هذا الديوان الرائع جدير بالاقتناء وجدير بانضمامه الى مكتبات الشعراء والمهتمين بالشعر الأصيل والجميل أيضاً فيه ان صاحبه الشاعر السامر قد طبعه على حسابه الشخصي وتبرع بريعه لجمعيات الايتام.