مناسبة مرور اثنين وعشرين عاماً على تولي مولاي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم لا شك في أنها مناسبة عظيمة ، الاحتفاء بها نعده من الأولويات إلا أن ديوان "صفوة ملوك المسلمين" الذي قدمه لنا صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود ( السامر ) والذي قدم لنا من خلاله ثلاثا وأربعين قصيدة وطنية كان من الأوسمة الأدبية التي تؤكد على مثل هذه المناسبة الغالية على قلوبنا ليكون شاهد عصر وإنجازات قائد مسيرتنا مولاي خادم الحرمين الشريفين. الغلاف حاول "السامر" أن يوجز محتوى الكتاب في الغلاف.. فصورة خادم الحرمين الشريفين التي أخذت معظم صدر الغلاف تبين أهمية دوره العظيم خلال الاثنين والعشرين عاماً السابقة ، وصورة الحرمين التي تدل على بعض منجزاته، واللون الأخضر المتدرج الذي يدل على الخضرة والنماء الذي نعيشه في ظل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، وظهور كلمة التوحيد في أعلى الغلاف تبين تمسك هذه البلاد بإعلاء هذه الكلمة وبذل الغالي والرخيص لعزها والدفاع عنها . أما العنوان فقد كان باللون الذهبي ليرمز إلى أن هذه السنوات كانت ذهبية في إنجازاتها . المقدمة ديوان "صفوة ملوك المسلمين" والذي قدم لنا فيه صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن سعود 95 ورقة على صفحات فخمة ومقاس مغرٍ للعين أوضح في مقدمته العلاقة الأزلية بين المجد وخادم الحرمين الشريفين ، معرجاً على بعض انجازات مولاي خادم الحرمين الشريفين بصورة منسقة ومرتبة وفي آخر مقدمته تعرض للهدف من إعداد هذا الديوان الرائع ذاكراً تقصيره في رد الجميل لخادم الحرمين الشريفين مهما قدم . محتوى الديوان احتوى الديوان على ثلاث وأربعين قصيدة بدأت بقصيدة "صفوة ملوك المسلمين" والتي سمي بها الديوان ، حيث قال شاعرنا في مطلعها :==1== صفوة ملوك المسلمين ==0== ==0==من كَوّن آدم والسلام مجده رياض الصالحين ==0== ==0==الشاهد البيت الحرام ==2== وهنا يذكرنا السامر بحقيقة رغم أنها واضحة وجلية ، يذكرنا بشرف عظيم ليس من السهولة الوصول إليه أو الحصول عليه ، يذكرنا بأن خادم الحرمين الشريفين هو صفوة ملوك الدنيا منذ أن بدأ الله الخلق حتى وقتنا الراهن .. ودعونا نتناول البيت من ناحية فنية ولغوية.. بدأ السامر الشطر الأول بكلمة معبرة ورنانة "صفوة" ، ومن ثم أخذ يبني قصراً زينه بكلماتٍ من العسجد ، فأتى بكلمة "ملوك" و "المسلمين" و "مجد" و "رياض الصالحين" و "البيت الحرام" لتكن لبنات وأساسا. وأتى بشواهد حقيقية لتبين مصداقية كلامه ، فالبيت الحرام أصدق دليل ، وأعظم عمل أنجزته اليد البشرية . وهنا وظّف السامر عامل التشويق بحرفية الشاعر المثقف الواعي والمتمكن من أدواته الفنية واللغوية ، فالقارئ طوال قراءته البيتين الأول والثاني تنتابه حالة من حب الاستطلاع لمعرفة من هي تلك القامة التي تتوافر بها كل تلك الأوصاف العظيمة ، وما بين تشوق القارئ لمعرفة هذه القامة ، وحسن اختياره للصورة والمضمون يتوج السامر بيتيه السابقين بتاج الحقيقة:==1== فهد العرب دنيا ودين ==0== ==0==بالفعل ما هو بالكلام==2== يقول سيد قطب: "من عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً ، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيرا" وشاعرنا هنا أراد أن يؤكد على أن خادم الحرمين الشريفين لم يعش لنفسه بل يعيش للجميع من عرب ومسلمين ، بل يعيش للإنسانية جمعاء صرة حقوقها ، كما أشار إلى كمال العطاء ، فكما أشاد المساجد وتكفل برعاية الأيتام والمعوزين في جميع أنحاء العالم ، كذلك اهتم ويهتم بنواحي الدنيا التي تمس الشعوب العربية والإسلامية ، والتي لها علاقة بشكل أو بآخر بوحدة الصف وعزة الدين . ولعل الخطابات الرنانة التي يطلقها بعض الزعماء لخدمة الشعوب ليست في قاموس خادم الحرمين الشريفين ، ولكن الفعل كان هو الفيصل ، فالمساجد والمواقف والشعوب تشهد بأفعال خادم الحرمين العظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين خاصة والإنسانية عامة. وبعد ذلك استطرد سموه في بحور إنجازات خادم الحرمين الشريفين . ومن ثم تلت قصيدة "صفوة ملوك المسلمين" قصيدة "اثنين وعشرين عاما" والتي تحكي عن المناسبة التي نحن في صددها وهي مرور اثنين وعشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم. كما احتوى الديوان على بعض القصائد التي تدون أحداثا تاريخية مرت خلال الاثنين والعشرين عاما المنصرمة وكانت علامات بارزة في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية كان لمولاي خادم الحرمين الشريفين السبق فيها كتوسعة الحرمين وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه والوقوف بجانب إخواننا الفلسطينيين وإعادة الكويت إلى أهله ومساعدة شعب الأفغان ... الخ . وقد احتوى الديوان على القصائد التالية: اثنان وعشرون عاما ، فهد المجد ، يا سيّد الحكام ، عيدك مبارك ، فهد الوفاء ، يا إمام المسلمين ، أعلى وسام ، حد الكرامة والنصر والعز والحكمة فهد ، دون الفهد ، ثماني سنين مرت بالكرامة ، الفهد فارس المجد ، يا حاكم الحكام ، يابو فيصل ، يا والد الشعب ، المجد ، حد الوطن ، نار الفهد ، الفهد قاد المسيرة، انت مجدك حلال ، مجدك يا فهدنا ، صفوة أولاد وائل ، نصرة الإسلام ، في ظل أبو فيصل ، روضة التنهات ، حكمنا بالشرع ، يسلم لشعبه ، أمة محمد ، الخفجي، نور الملوك ، يا وطنَّا ، فهد السياسة ، قائدنا فهد ، سلامة النخوة ، تسلم عيونك الثنتين ، يا دارنا ، فهد الإسلام ، محبة الناس ، فهد الأمجاد ، الإرهاب ، واحد وعشرون عاما ، روضة الحاكم ، طباعة المصحف. مخرج أخيراً أود أن أبارك لصاحب السمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود على هذا الإصدار كما اشكر سموه على هذه القصائد التي أيقظت قلم الذائقة لدينا من سباتها ، والله ولي التوفيق .