الجوال في مجتمعنا ضرورة أم ضرر

لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة نسأل الله شكرها - ومن تلك النعم ونحن نعيش في عالم التكنولوجيا الحديثة، يأتي الجوال من بينها، فبالجوال قرب كل بعيد، وتيسر كل عسير بعد توفيق الله وبعد انتشاره وسهولة الحصول عليه ثمة سؤال مهم: هل الجوال في مجتمعنا ضرورة أم ضرر؟ ففي مجتمعاتنا المدنية لاتكاد تجد كبيراً ولا صغيراً ولا رجلاً ولا امرأة إلا انتشر في اوساطهم الهاتف الجوال فنحن لا نشك ان استخدام الجوال ضرورة.ومن جانب آخر فقد انتشر لدى المراهقين الهاتف الجوال انتشار النار في الهشيم، وأولياء الامور يتحملون نسبة كبيرة من هذه الظاهرة إذ ان كثيراً من المراهقين لا يتحملون أي تكلفة لهذه الجوالات ومن ثم تظهر المبالغة في المظاهر كالاكثار من الاتصالات الفارغة بين هؤلاء، وكثيراً ما تكون هذه المكالمات طويلة ومن غير فائدة، وأيضاً الافراط في الرسائل التافهة والسخيفة غالباً، فلا بد ان نقف وقفة واحدة ضد هذا التيار الجارف، فنحن لا نمنع استخدام الجوال اطلاقاً وانما لا بد من التربية على الاستخدام الامثل والافضل والكل مسؤول أنا وأنت وهو وهي!! ولعلي اذكر بعض الايجابيات والسلبيات في استخدامنا للجوال فمن الايجابيات:
1- بعض الاخوة يستغل رسائل الجوال بالتذكير لحضور محاضرة او جنازة الى غير ذلك من اعمال الخير.
2- جميل ان يستغل الجوال في اصلاح ذات البين وارسال بعض الرسائل التي تحث على تحقيق الاخوة ونبذ المشاحنات والمشكلات الاخوية.
3- يحسن من يستغل الرسائل بالتهنئة في المناسبات السعيدة كالعيد أو الزواج أو قدوم المولود وغيرها، وايضا تعزية المصاب بفقد حبيب أو قريب أو المواساة لأي مصيبة.
ومن السلبيات في استخدام الجوال:
1- في الرسائل القصيرة عدم التثبت في الاخبار والاعتماد على الشائعات وخاصة في اخبار المسلمين.
2- الافراط في النكات والطرائف لاسيما السخيف منها.
3- انتشر لدى بعض الناس الاحاديث الضعيفة في رسائلهم كالحث على التوبة في نهاية العام لأن الاعمال تطوى او صيام آخر يوم في السنة وغير ذلك من البدع المحدثة.
4- استخدام النغمات الموسيقية خاصة في المساجد وهي اشرف البقاع في الارض مما يتسبب في ازعاج المصلين.
5- اصبح عند البعض علامة على سوء الادب بحيث يستخدم الجوال في التجمعات العامة او في الاسواق التجارية او في المجالس والمناسبات الخاصة ثم بعد ذلك لا يأبه بمن عنده ولا يحترم الحضور عندما يتصل بهاتفه أو يتصل عليه رافعاً صوته وكأنه في مزاد علني واضعاً كل معاني الاحترام والتقدير والحياء خلفه ظهرياً، والادهى من ذلك وأمر عندما تتحدث مع شخص أو هو يحدثك ثم يتلقى اتصالاً مباشرة يرد دون استئذان او اعتذار.
6- هناك من يمتلك الجوال ولا يمتلك قوت يومه وفي الاشارة ما يغني عن العبارة!!آمل من الاخوة والاخوات اعادة النظر في تعاملهم مع الجوال مع تمنياتي للجميع بالتوفيق في الدنيا والآخرة.