قال: {امّنً عّمٌلّ صّالٌحْا مٌَن ذّكّرُ أّوً أٍنثّىوّهٍوّ مٍؤًمٌنِ فّلّنٍحًيٌيّنَّهٍ حّيّاةْ طّيٌَبّةْ وّلّنّجًزٌيّنَّهٍمً أّجًرّهٍم بٌأّحًسّنٌ مّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ} ان الاستعراض الدقيق للحضارتين السائدتين اليوم على وجه الكرة الأرضية وهما حضارة المادة بحركتها ومبادئها لتبرز لنا حقيقة من الصعب تجاهلها أو المجادلة فيها وهي أن إنسان اليوم واحد من اثنين، أولا إنسان يعمر الأرض وينمي المجتمع المثالي كما يتصوره ويعمل وينتج ويبدع من أجل أن يعيش مرفهاً مدللاً ومالكاً لثروة وجاه ومكانة وتكنولوجيا.. الخ دون الالتفات إلى أي اعتبار آخر كما هو حاصل الآن في الغرب بشكل خاص. ثانيا: إنسان يعمر الأرض ويبني المجتمع المثالي كما يتصوره كذك ويعمل وينتج ويبدع لا من أجل أن يعيش مرفهاً ومدللاً ومالكا لثروة وجاه ومكانة فقط، بل من اجل الوصول الى هدف آخر أبعد مدى وأجل قدراً الا وهو الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده الذين يعملون عملاً صالحا لاعتقاده أن حياته ومهما عمّر قصيرة جدا ولا تتعدى سنوات، وأن الحياة الأخرى تنتظره بعد الموت ولا ريب فيها إطلاقاً. وإذا كان ايام الخير الفعلية في هذه الأيام تزهو بتوقيع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك عقد إنشاء مائتين وخمسين وحدة سكنية مساحة الواحدة منها ستمائة وخمسة وعشرون متراً مربعاً للأسر المحتاجة في منطقة تبوك ومحافظاتها، فإن أفعال الخير لسموه الكريم لم تكن وليدة اليوم بل إن هذه الافعال قد بدأت منذ زمن بعيد حيث تكفل سموه بإعالة الف وخمس عشرة اسرة واذا كان مجتمعنا السعودي العربي المسلم يشتهر انه مجتمع تكافل وتراحم ومساندة للمحتاجين، ولأن التكافل والتراحم هما احدى القيم الأصلية التي ينادي بها ديننا الحنيف فقد تسابق ابناء هذه الأسرة الكريمة على فعل الخير ومد يد العون والمساعدة لكل ذي حاجة. ومن حق وطننا السعودي الطاهر ان يفخر ويتباهى بهذه النماذج من رجال العطاء النبيل الذين يبذلون بسخاء وانتماء للوطن والمواطن شكرا وعرفانا بنعمة الله ثم هذا الوطن، وبادراكهم وتفاعلهم مع واجب مساعدة أبناء شعبهم بلا منة ولا غاية دنيوية أو نفعية. ومن حق أبناء منطقة تبوك ان يفتخروا ويتفاخروا بكل ما قدمه ويقدمه الأمير فهد بن سلطان من عطاء وبذل كبير وواجبات إنسانية واجتماعية. ان الجوانب الانسانية في شخصية الأمير فهد لا تخفى على أحد فهي من معالم شخصيته المتميزة حيث تبدو في تصرفاته تلقائياً وتنبىء عن استوائها واستقامتها وعن تربيتها السليمة ومكارم الأخلاق التي غرستها فيها القدوة الحسنة التي اقتدت بها. ولهذا كانت شخصية سموه تنبض بالحب وتتحلى بالخصال الحميدة وتسمو بنفسه إلى فعل الخير ترى ذلك في سكناته وحركاته وتعبيرات وجهه في إقباله على المحتاجين وتلمسه احتياجاتهم وسؤاله عن كل شخص منهم صغير وكبير. ان إحساس سموه الكريم بأبناء المنطقة كبير بلاشك ويأتي في اهتمامه الأول. فهو دائم السؤال عنهم ويتبع شؤونهم ويشاركهم افراحهم واتراحهم، يدفعه على صنع ذلك ايمانه بواجبه الديني والحضاري المستمد من عقيدته الاسلامية الصافية وفي قيمه العربية الأصلية التي لا تتبدل او تتلون مهما تبدلت الأيام او الأزمان. وفق الله سموه لما فيه مرضاة وجهه وأن يهديه إلى طريق الخير والفلاح إنه على كل شيء قدير.