اللغة العربية هي لغة الماضي والحاضر والمستقبل وغيرها لغات دخيلة أخذت نصيبها على الرغم من افتقارها إلى مقومات البلاغة وهي لغة القرآن التي بعث الله بها رسوله إلى جميع الخلق، من هذا المنطلق يجب ان تكون السيادة لها، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم المنزل بلغة عربية قال تعالى: {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ} وهو تعهد من الله بحفظ هذا القرآن بلغته العربية الى يوم القيامة. واليوم نرى أصحاب الكبر والعقول الضعيفة يلتصقون باللغات الأخرى ليعوضوا النقص الحاصل لديهم وإلا ما معنى ذلك؟ ولغتنا جميلة جدا شقت طريقها وفرضت نفسها في الأزمان الماضية نظرا لقوتها مع انتشار الإسلام وفتوحاته وهاهم علماء الحديث والفقه من بلاد ماوراء النهرين ولغتنا العربية أذابت لغة الفرس والروم لأن هناك صدقاً في المبادئ والقيم. ونشاهد الآن الشركات كأقرب مثال تصدر دليل التشغيل باللغات الأخرى إلى جانب اللغة الانجليزية وتتجاهل اللغة العربية لأن هناك قوميات لاترضى بغير لغتها بديلا ولذلك فرضت نفسها مثل الصينيين والفرنسيين. لنفكر ملياً نجد ان السبب في الهرولة إلى اللغة الانجليزية بدواعي ان يفهمنا الآخرون والحقيقة أنهم يسخرون منا لتخلينا عن لغتنا، فهم يحترمون صاحب المبدأ ولو كان على خطأ فأين مبادئنا؟ هاهم تسابقوا على كتبنا القديمة وترجموها ووضعت قواعد علومهم منها؛ لأنهم كانوا بحاجة ماسة إليها، واليوم عندما تخلينا عن لغتنا صرنا بحاجة إليهم ونقرأ كتبهم، لاحظوا نقرأ من دون ان نترجم لغوياً ولو استعملنا الترجمة لكان هذا عذرا لنا وحفظاً لهيبة لغتنا. ومادام هذا حالنا الآن فكيف سيكون حال أبنائنا وأحفادنا بعد تشبعهم بالفضائيات والشبكات العنكبوتية واللغة العامية التي اكتسبت مفرداتها من (الشارع)، فلهجة هذه المنطقة تختلف عن المنطقة القريبة منها وضاعت اللغة الأم وصعب على أبسط الناس تطبيقها وقل من يجيدها إلا من هو دكتور أو مختص شحذ ذهنه لها.. والمطلوب الآن من الجميع التكاتف وحماية اللغة العربية بجهود وطنية وذاتية، لأن المجمع اللغوي لايهتم إلا بترجمة الوجبات السريعة، وتلك الجهود هي: 1- المحافظة على اللغة كتابة وقراءة. 2- الرجوع في معاني المفردات إلى تفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية. 3- انطلاق الجهود من المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية. 4- تعريب الشركات والمؤسسات والفنادق. 5- العمل على نشر اللغة بوسائل الإعلام كالصحف بالابتعاد عن الكلمات المكتسبة والإعلانات الدعائية التي تحاربها. 6- تمييز المختصين باللغة العربية عن غيرهم بجانب علماء الدين. 7- الابتعاد عن المسميات الأجنبية في اللوحات الدعائية، أسماء الأغذية والآليات وغيرها. 8- استغلال الإعلام الفضائي وإيجاد قناة إعلامية خاصة لتعليم اللغة العربية عن طريق الشاشة الفضية.