استباقاً لقمة شرم الشيخ يجري وزراء الخارجية العرب المشاركون في القمة اجتماعاً تشاورياً قبيل انعقادها حول القضايا والموضوعات المطروحة على القمة والتي تأتي في مقدمتها خريطة الطريق وسبل إحلال السلام والوضع في العراق ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي ومن المتوقع أن يشارك في هذه الاجتماعات وزير الخارجية الأمريكي كولين باول الذي يصل إلى شرم الشيخ اليوم الاثنين قبل ساعات من وصول الرئيس الأمريكي بوش ويجري باول مشاورات مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في إطار التحضير للقاء مبارك وبوش وكذلك القمة العربية الأمريكية كما تستبق قمة شرم الشيخ لقاء بين الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس حسني مبارك حيث يصل الرئيس الأمريكي لمنتجع شرم الشيخ اليوم الاثنين ويبدأ نشاطه يوم الثلاثاء بلقاء الرئيس مبارك لبحث العلاقات الثنائية ثم تعقد بعد ذلك القمة العربية الأمريكية وسوف يلقي الرئيس بوش ومبارك بيانين يستعرضان فيهما الموضوعات التي تمت مناقشتها وما يتم الاتفاق عليه ويغادر بوش شرم الشيخ يوم الأربعاء لحضور قمة العقبة مع رئيس الوزراء الفلسطيني والإسرائيلي وتأتي هذه المشاورات والمباحثات قبل القمتين التاريخيتين اللتين تشهدان حضوراً وسعياً مكثفاً من الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى أعلى المستويات. وكان أحمد ماهر وزير الخارجية المصري قد أكد أن مشاركة الرئيس الأمريكي جورج بوش في قمتي شرم الشيخ والعقبة تعبر عن جدية الولاياتالمتحدة في العمل مع زعماء المنطقة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية معرباً عن توقعه في حدوث تحرك إيجابي فعال لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. قمة تاريخية والقمة العربية الأمريكية التي يشارك فيها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز باعتباره صاحب اقتراح مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة باعتباره رئيس القمة العربية والعاهل المغربي محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس حسني مبارك تأتي القمة على أعلى مستوى من المشاركة الأمريكية وذلك بمشاركة الرئيس جورج بوش. ويؤكد الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مهتمة على أعلى مستوى بإحلال السلام في الشرق الأوسط وتأخذ الأمر بجدية لرفع الأوضاع باتجاه الاستقرار في المنطقة وقال في تصريحاته عقب لقاء الرئيس مبارك مع الوفد الأمريكي مؤخراً في شرم الشيخ أن الولاياتالمتحدة تعلم جيداً أن تحقيق تقدم في القضية الفلسطينية هو من العوامل الأساسية للاستقرار والأمن في المنطقة. من ناحية أخرى أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الأمر الأساسي بالنسبة للقادة العرب الذين سيلتقي بهم في شرم الشيخ هو أن يروا التزامه بالعملية السلمية وقال إنه سيضغط على إسرائيل من أجل تجميد النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة وفقاً لما تطلبه خريطة الطريق. ويصف المراقبون السعي الأمريكي وتصريحات الرئيس بوث بخصوص خارطة الطريق والسلام في الشرق الأوسط أنهما بمثابة اختبار حاسم لمصداقية بوش ونفوذه وتأثيره بعد أن أخذ على عاتقه التصدي بدرجة أكبر في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبعد أن ازدادت الآمال في إمكانية التوصل إلى سلام دائم بعد أن كان قد أعلن عقب توليه منصبه أنه سيكون أقل انغماساً في منطقة الشرق الأوسط ويأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه البعض أن بوش يغامر بإلقاء ثقله في منطقة الصراع العربي الإسرائيلي وأن الظروف ليست جميعها في مصلحته وأنها تأتي في ظل رغبة الرئيس الأمريكي أن يحقق شيئاً على مستوى الصراع العربي الإسرائيلي بالفعل كما يريد أن يظهر في ثوب رجل السلام في فترة الحرب على العراق وتصوير نفسه للشعب الأمريكي أنه رجل يسعى للسلام والاستقرار وتحقيق التنمية وذلك من أجل ضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة وأن هذا هو الوقت الملائم لبوش ومن هنا يكتسب الوقت دلالته. ضغوط أمريكية على الجانبين إلى ذلك يشير المراقبون إلى ضغوط أمريكية على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل إلى سلام وذكرت بعض المصادر أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز وموظف مجلس الأمن القومي اليوت ابرامز باشرا اتصالات بالمسؤولين الإسرائيليين لصوغ البيان الختامي الذي يصدر عن قمة العقبة وهناك احتمالات جدية بأن يعلن الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي استئناف المفاوضات والبدء بتنفيذها بخارطة الطريق في اتجاه إقامة دولة فلسطينية مؤقتة وكذلك إعلان مشترك للطرفين يؤكد اعترافاً متبادلاً بحقهما في إقامة دولتين مستقلتين. ومقابل التسهيلات الإسرائيلية توقعت بعض المصادر أن يحضر أبو مازن القمة ومعه اتفاق مع حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار وهو الأمر الذي يسعى إليه أبو مازن منذ فترة والذي تعتبره إسرائيل شرطاً أولياً وغير كاف لتفي بالتزاماتها الواردة في خريطة الطريق. ومن جانبه توقع رئيس الوزراء الفلسطيني أبو مازن أن تتوصل حكومته إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس قبل اللقاء الثلاثي المرتقب مع الرئيس بوش وشارون وعبَّر عن أمله أن تتوصل حكومته إلى اتفاق مماثل مع حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى مشيراً إلى أن هناك اتصالات تجري بينه وبين قادة الحركات الفلسطينية في الداخل والخارج وممثليها المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وتأتي التجاوبات الفلسطينية الإسرائيلية في ظل ضغوط من واشنطن على الجانبين لنجاح الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وتشجيع قيام خطوات إيجابية في طريق تنفيذ خريطة الطريق مع تأكيدات أمريكية بأن التحفظات الإسرائيلية لن تؤدي إلى تعديل نص الخريطة لتطمئن الجانب الفلسطيني وكذلك تأكيد أن بعض التحفظات الأمنية الإسرائيلية لن تؤدي إلى تعديل نص الخريطة لتطمئن الجانب الفلسطيني وكذلك تأكيد أن بعض التحفظات الأمنية الإسرائيلية ستؤخذ في الحسبان لتطمين الجانب الإسرائيلي ولحث الجانبين على اتخاذ خطوات أكثر إيجابية. إلى ذلك تتواصل المباحثات والمشاورات العربية - العربية من خلال الاتصالات الهاتفية بين الزعماء العرب لتنسيق المواقف العربية قبل انعقاد قمة شرم الشيخ وأسفرت المشاورات عن اتفاق عربي على ضرورة أن يستمع الرئيس الأمريكي بوش لمجمل مواقف الدول العربية وتصوراتها بشأن العديد من القضايا الرئيسية في المنطقة وإعلان الدول العربية استعداداتها للتعاون مع الولاياتالمتحدة من أجل إرساء السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.