* ما التلعثم؟ - التلعثم هو انقطاع في سلاسة الكلام قد يحدث نتيجة الأسباب التالية: 1- الوقفات المفاجئة «دون إصدار صوت». 2- التكرار «سا/سا/سامية». 3- الإطالة في لفظ الاصوات او المقاطع «سسسسامية». وفي بعض الحالات يكون التلعثم مصحوباً بحركات غير اعتيادية في الجسم والوجه. * ولكن الا يحدث هذا عند كل الناس بشكل او بآخر؟ - نعم، معظم الاطفال يمرون بمرحلة عدم سلاسة في الكلام عند بداية تطور نطقهم وكلامهم، وقد يتخلل كلام البالغين ايضاً بعض الاصوات الاعتراضية مثل «آه» وقد يكررون بعض الكلمات او العبارات او الاصوات. ولكن كل هذه السلوكيات تعتبر طبيعية ومقبولة ولا نعيرها اهتماماً. * ما الفرق بين كلمة تلعثم وكلمة تهتهة؟ - لا فرق بينهما، فمعظم الناس يستخدمون هاتين الكلمتين كمعنى مترادف. * ما اسباب التلعثم؟ - حتى الآن لا نعرف بالتحديد اسباب التلعثم، فالاسباب تختلف باختلاف الاشخاص. وهناك بعض الاحتمالات مثل الضغوط النفسية التي يمر بها الطفل في المنزل او المدرسة، خاصة وهو في مراحل التطور الحرجة. وقد يعود التلعثم الى عوامل فسيولوجية او عائلية او الى عيوب تعليمية. * هل هناك علاج للتلعثم؟ - قبل ان نجيب على هذا السؤال علينا اولاً من توضيح نقطة هامة وهي ان التلعثم ليس مرضاً. ولهذا السبب لا يمكن ان نتحدث عن علاج كامل للتلعثم. ما نهدف اليه هو تحسين الطلاقة وزيادة الشعور بالثقة عند التحدث. * في اي عمر يحتمل ظهور التلعثم؟ - في اغلب الاحيان يبدأ التلعثم في سن مبكرة «عادة بين 3-5 سنوات» وقد يظهر للمرة الاولى عند الطفل في سن المدرسة او احياناً عند الكبار. * ماذا افعل اذا سمعت طفلا لا يتكلم بطلاقة؟ - قد لا يلاحظ الاطفال انهم يتحدثون بطريقة غير سليمة. ففي مثل هذه الاحوال حاول ان تتجاهل طريقة الطفل الخاطئة في الكلام ولا تطلب منه مثلاً ان يعيد كلامه ببطء، او ان يفكر قبل البدء في الحديث. وحاول ان تكون صبوراً وان تستمع الى مضمون حديثه بدلاً من ان تركز على الطريقة التي يتحدث بها، وبعد ذلك يمكنك ان تطلب منه ان يتكلم ببطء ويفكر قبل البدء في الحديث مستقبلاً. * اذا اعتقدت ان طفلي بدأ يتلعثم. هل انتظر، ام احاول طلب المساعدة؟ - عند شعورك بالقلق يجب استشارة المتخصصين في هذا المجال. فعلى الرغم من ان معظم الاطفال يتجاوزون هذه المرحلة من عدم الطلاقة، فهناك البعض الآخر لا يستطيعون ذلك. وبامكاننا التغلب على مشكلة التلعثم كلما بدأ العلاج في سن مبكر. * ماذا افعل اذا سمعت شخصاً بالغاً يتلعثم؟ - يحتاج الشخص المتلعثم او السليم الى نفس درجة الصبر والاهتمام فلا تتفادى النظر اليه ولا تستعجله في الحديث ولا تحاول مساعدته باكمال الجملة له لان كل هذه المحاولات تزيد من درجة انفعاله وتؤدي في النهاية الى تفاقم المشكلة. * اذا ازداد التلعثم، هل يمكن علاجه؟ - نعم، فهناك عدة طرق يتم تطبيقها بنجاح مع الاطفال ومع البالغين. * من الذي يمكنه تقديم المساعدة في هذه المشكلة؟ - اخصائي النطق واللغة الذي لديه خبرة في مجال مشاكل التلعثم يمكنه المساعدة، فهو مؤهل لتقييم التلعثم واعداد خطة لتحسين طريقة نطق الشخص المصاب. إرشادات ونصائح لأهالي المتلعثمين ان اكثر الصعوبات التي يواجهها الابوان في مناقشة مشكلة اللعثمة مع الطفل نفسه وكيف يكون رد فعلهم امام الطفل وهو يتلعثم اثناء حديثه معهم وماذا يقولون له، لذا نضع بين ايديكم بعض الارشادات التي قد تساعد الابوين كيف يتعاملون مع الطفل ولعثماته. 1- التذكر ان التردد واعادة الكلام هو طبيعي في مرحلة النمو اللغوي للطفل من عمر «2-5» سنوات وقد تستمر هذه الظاهرة لفترة، فهذا ليس تلعثماً وانما عدم طلاقة طبيعية قد تختلف شدتها من طفل لآخر ومن موقف لآخر، وقد تختفي ثم تعاود الظهور ولكن بالنهاية ستختفي اذا كان الاهل صبورين وعرفوا كيف يتعاملون مع هذه الظاهرة. 2- على الابوين فسح المجال امام المعالج حتى يعرف الطفل اكثر وبالتالي يعطيهم انسب الردود والتعليمات ليتبعوها عندما يتلعثم الطفل في البيت. 3- على الابوين مراقبة المعالج بدقة اثناء الجلسات واتباع طريقته في التعامل مع لعثمات الطفل. 4- على الاب ان يشارك في جلسات المعالجة النطقية، حيث ان سوء المعرفة لمشكلة الطفل قد تسبب استمرار اللعثمة وتطويرها. 5- قد يلوم الابوين احدهما الآخر بأنه المسؤول عن الاضطراب النطقي عند الطفل وهذا لا يجدي نفعاً بل يمنع من مناقشة الصعوبات التي يتعرض اليها الطفل. 6- اظهر الاهتمام والحب لطفلك واثبت انك تحبه رغم مشكلته النطقية، وركز اكثر على الاشياء والحركات الايجابية التي يقوم بها اكثرمن تركيزك على طريقة كلامه. 7- محاولة ازالة جميع الضغوطات التي بالبيت واظهار ما على الطفل من واجبات وما له من حقوق وفرض النظام بهدوء. 8- على الابوين تبسيط لغتهم المستعملة في البيت والتخفيف من سرعة الحديث لتتناسب مع قدرات الطفل اللغوية. 9- عدم التوقع بأن طفلك هو.. بالغ صغير، بكل ما يفعله. 10- اعطاء طفلك الوقت الكافي للكلام بدون مقاطعته مع اعطائه الشعور بالامن داخل البيت. 11- لا تطلب منه ان يستعرض ما يحفظه او تسأله اسئلة بحاجة الى اجابة مفصلة امام الاصدقاء او الزوار. 12- اعمل على اعطاء الطفل وقتا كافيا للراحة، وللغذاء، والنوم بلا ضغوطات وابعد جو الاثارة عنه كاللعب المثير او القذف في الهواء. 13- اعمل على تنمية مواهب الطفل وشجعه على اللعب الذاتي. 14- اعمل قائمة بجميع الضغوطات والمتطلبات التي هي فوق طفلك ولاحظ عدد المواقف التي تسبب الاحباط له. 15- أزل شعور المنافسة بين الاخوة وأعط الطفل دوراً في الحديث، فعلى الابوين ان يعودوا أبناءهم على طريقة الكلام البسيط بالدور وعدم التفريق بالمعاملة بينهم. 16- ابعد عن طفلك الشعور بخيبة الامل وخاصة اذا طلبت منه القيام بعمل شيء صعب وحاذر من ان تطلب منه الاسراع بانجاز ما طلبت وعدم مقارنته باطفال آخرين. 17- عدم القول للطفل «أبطئ بالكلام» او «هون عليك»، الا بعد الوصول بمرحلة معينة بالمعالجة النطقية، فيجب عدم لفت الانتباه للعثمات الطفل سواء بتعبير الوجه او الفعل والافضل ان يكون الطفل غير مدرك للعثماته. 18- عدم الشعور بالاحراج امام الاقارب المحيطين بالطفل، فلكل طفل قدراته ونقاط ضعفه وعدم السماح لهم بالتدخل في طريقة الكلام. 19- اذا أظهر الطفل أيَّة إشارة الى انه واع ومدرك للعثماته او انه لا يتكلم بصورة طبيعية فانه ليس من المناسب ان تتجاهل لعثماته، بل يجب ان تشرح له الامر بأسلوب بسيط، وحسب تعليمات اختصاصي النطق، فان عدم التكلم عن المشكلة، يجعل الطفل يشعر بأن مشكلته اكبر من التكلم عنها. 20- اذا واجه الطفل صعوبة كاملة وطويلة عند نطق الكلمة فبامكانك مساعدته على نطق الكلمة بسهولة حتى لا يترك هذا الحدث اثراً سيئاً. 21- قد يسخر بعض الاطفال في المدرسة من لعثمات، طفلك فعليك توجيه الطفل كيف يرد على الساخرين فقد يقول لهم «نعم انا اعرف انني اتلعثم وانا في طريقي للتخلص من هذا فأنت يوجد لك عيوب ايضاً مثل..». 22- ان المتلعثم الاكبر سناً قد يلجأ الى تجنب بعض الكلمات او ببعض المواف، فيجب مناقشة هذا مع الطفل ومع المعالج. 23- قد يستخدم الطفل اللعثمة كوسيلة لجذب انتباه الآخرين اليه وخاصة الابوين، لذا فان رد فعل الابوين مهم حتى لا تنعكس اللعثمة بشكل سلبي على الطفل، فلا تحاول مكافأة الطفل اذا تكلم جيداً او تعاقبه اذا لم يتكلم بطلاقة. 24- على الاهل تحفيز الطفل على التعاون مع المعالج والقيام بالتدريبات البدنية بانتظام. 25- واخيراً نأمل من الآباء والأمهات ان يكونوا قد غيروا فكرتهم تجاه اللعثمة ويكونوا اكثر تفهماً للمشكلة ويعطوا الدعم للطفل وللمعالج ولعملية المعالجة. د. سامي السقا مستشار تأهيل اضطرابات تواصل